الخليج والعالم
السفارة الإيرانية بتونس تحيي يوم القدس العالمي: القضية الفلسطينية ستبقى أولوية
تونس – روعة قاسم
تحت عنوان "القدس بين الواقع و التحديات"، أحيا المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية بتونس يوم القدس العالمي عبر ندوة ثقافية علمية على الانترنت، بحضور السفير الايراني بتونس وكذلك مدير المركز الثقافي الايراني وعدد من الممثلين عن البرلمان التونسي وبمشاركة باحثين من ايران وتونس والجزائر وفلسطين.
المشاركون أكدوا أن خيار المقاومة هو الحل الوحيد لتحرير القدس وفلسطين من أيدي الغزاة، وهذه المقاومة تعكس الثنائية المتقابلة بين شعب صامد مصر على طرد العدو بكل ما أتيح له من امكانيات وبين عدو مستكبر لديه كل الامكانيات.
مخاطر التطبيع
من ناحيته، شدد مدير المركز الثقافي الإيراني بتونس ميثم فرهاني في كلمته على ضرورة إعادة إرساء دعائم الوحدة الإسلامية وتفعيل أسسها ومنها تحقيق انتصارات كبرى في ميادين المقاومة التي اختتمت بشهادة قائد فيلق القدس للحرس الثوري الحاج قاسم سليماني، وكذلك إعطاء القضية الفلسطينية أهمية كبرى عبر دعمها ماديا ومعنويا واعادة إرساء دعائم الوحدة الإسلامية بين الشعوب للأمة الإسلامية. كما أكد مدير المركز الثقافي الإيراني بتونس أن القضية الفلسطينية تستوجب منا الوقوف معها بمختلف أبعاد المقاومة وذلك لاسترجاع هذه الأرض المباركة من أيدي الغزاة الصهاينة والمستكبرين. كما أشار إلى الدور الذي يلعبه أي خلاف سياسي أو طائفي وحتى عرقي بين الدول وانعكاساته السلبية على القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية، حيث يؤدي إلى ضياع البوصلة وصرف النظر عن العدو الحقيقي لهذه الأمة ولفلسطين ألا وهي الصهيونية العالمية.
وقد ذكر فرهاني في كلمته أنواع التطبيع الثقافي والإقتصادي والسياسي والدور الذي يلعبه في تفكيك الوحدة بين الشعوب الإسلامية. وفي مقابل هذه الحركة من التطبيع التي تسعى إليها بعض الدول هناك خط المقاومة الذي بدوره يؤكد أهمية الدفاع والحفاظ على هذه القضية المركزية من خلال دعم الخط الثوري للمقاومة ومقاطعة الشركات والمنتوجات الإسرائيلية والوقوف بشكل عام أمام الثقافة الصهيونية التي بدأت تتوسع في العالم العربي.
أيضا دعا مدير المركز الثقافي الايراني بتونس الى الدفاع عن القدس باعتباره واجبا إنسانيا وتجاوز كل التحديات لنيل شرف النصر.
للقدس مكان ة خاصة في التراث الاسلامي
من جانبه، أشاد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس محمد رضا رؤوف شيباني في كلمته بمساعي الإمام الخميني الراحل لتأسيس مثل هذا اليوم العالمي نصرة للقضية الفلسطينية والقدس.
وفي مداخلته، أكد مكانة القدس لدى المسلمين والأمم الاسلامية ومن بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالقدس لديها مكانة مهمة في الهوية والتراث الإسلامي، سلمها واستقرارها وازدهارها هي دلالة على صحة الأمة وقوتها اما احتلالها فيدل على ضعف الأمة وتخلفها.
ومن الأهداف التي أشار إليها السفير الايراني التي سعت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الامام الخميني الراحل الى تحقيقها من خلال إرساء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان مبارك أولا للفت أنظار المجتمع الدولي الى السلوك الإجرامي للصهاينة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، ثانيا إرساء الأسس لتضامن المسلمين وشعوب العالم الحرة لدعم الحقوق القانونية لهذا الشعب المظلوم، ثالثا اعلان وقوف ايران ثوريا كدولة قوية في المنطقة إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى التحرير الكامل للأراضي المحتلة وأيضا بث روح المقاومة في الساحة الفلسطينية ودعوتهم لتركيز جهودهم.
وقد أدان شيباني سياسة الاحتلال الصهيوني في تهويد القدس، والمنهج الذي سلكته بعض الدول العربية في اقامة بعض العلاقات مع الاحتلال الصهيوني والتطبيع معهم دون استشارة الفلسطينيين.
مركزية القضية الف لسطينية
زهير مخلوف النائب
في البرلمان التونسي والناشط الحقوقي أشاد بدوره بجهود إيران لإحياء يوم القدس العالمي والتركيز على تطوير هذا اليوم ليصبح يومًا كونيًا عالميًا من أجل استعادة القدس.كما أشار مخلوف إلى الحركة التي قام بها الإمام الخميني للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في شعوب الإسلامية منها تأسيس فيلق القدس للحرس الثوري الذي له الكثير من الآثار في المنطقة كلها ثم تليها فكاك السفارة الصهيونية واعطاؤها كهدية الى منظمة التحرير الفلسطينية ودعم المقاومة في فلسطين والمنطقة، وهذا إن دل على شيّء إنما يدل على أن هذا اليوم إنما هو مبدأ متأصل وعميق ضمن ادبيات وافكار الإمام الخميني في الجمهورية الاسلامية.
وذكر مخلوف التحديات التي توجهها القضية الفلسطينية والقدس وهي تحديات كبيرة جدًا من بينها تحدٍّ ديمغرافي حيث إن الكيان الصهيوني يريد أن يغير ديمغرافية سكان القدس من اجل أن يستتب له الوضع وبالتالي المساعدة على المزيد من الاحتلال. وهناك تحدٍّ يُراد منه اجتثاث الهوية الفلسطينية وهي الهوية العربية في تلك الأرض من خلال محاولة اجتثاث الهوية للمعمار الفلسطيني الأصيل وهو ما يدعو الى دعم المعمار والبنية التحتية التي تمثل الهوية الاسلامية للقدس وفلسطين. وكذلك هناك تحدٍّ اقتصادي وتعليمي واجتماعي يحتاج كل الدعم والاهتمام، وهناك تحدٍّ دولي يتمثل في توسيع دائرة التطبيع على الساحة العربية ويراد من هذا التحدي اختراق الجماهير حتى يصبح التطبيع نوعا ينساب داخل الشعوب وفي مواجهته لا بد من مراكمة النضال من أجل فضح هذه السياسات التي يقوم بها بعض المتصهينة الجدد. الى جانب هذا هناك تحدّ قانوني أممي يتمثل في عدم اعطاء القضية الفلسطينية حيزا من الاهتمام على مستوي القضايا الدولية وفي المجالس الأممية وهو ما يدعو كل القوى والمناصرين للقضية الفلسطينية الى رفع منسوب الاهتمام على هذا المستوى.
ومن الجزائر، تناول الدكتور والأستاذ الجامعي نور الدين أبو لحية مسألة التطبيع مع العدو الصهيوني، فبيّن أن التطبيع السياسي لا قيمة له لذلك فإن الاحتلال الإسرائيلي أصبح يعتمد نوعا جديدا من التطبيع وهو استقطاب كل العلماء ويستدلون بالمراجع الدينية اعتمادا على الكتاب والسنة والسيرة وأيضا بالمفكرين لإعطاء صورة منمقة لـ"إسرائيل" من حيث الاعتدال والسلام.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024