الخليج والعالم
الإعلام الأمريكي: الحلف الأميركي الإسرائيلي يهتزّ
تزعزعت "أُسس الصداقة" بين الولايات المتحدة وكيان العدو الصهيوني مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة والأراضي المحتلة، إذ تراجع الدعم الأميركي الذي كانت تحظى به "تل ابيب" من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الآونة الأخيرة. هذا ما خلصت إليه صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال للكاتب لديها نيكولاس كريستوف.
كريستوف وفي مقاله الذي حمل عنوان: "أسس الصداقة التي لا تتزعزع مع "إسرائيل" تهتز"، تساءل: "ألا يجدر بالولايات المتحدة مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقبول بوقف إطلاق النار وعمليات القصف، للأسباب نفسها التي تدفع "واشنطن" إلى شجب ما تقوم به حركة "حماس" من قصف "إسرائيل"؟" حسب تعبيره، مضيفا أن "عدد الضحايا المدنيين الناتج عن القصف الإسرائيلي هو أعلى بكثير".
وقال إن "أسس العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" تهتزّ اليوم خاصة داخل الحزب الديمقراطي، إذ إن رفض نتنياهو لوقف إطلاق النار يثير التساؤلات حول استخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين من اجل القيام بأعمال تدمير أوقعت ضحايا من الأطفال وألحقت أضرارًا بالمستشفيات والعيادات وأجبرت 72000 شخص على النزوح من منازلهم".
وقال الكاتب إن "نتنياهو استخدم الغطاء الأميركي من أجل توسيع المستوطنات والقضاء على مشروع "حل الدولتين"، متجاهلا التطرف الداخلي"، لافتا إلى أن "هناك 100 مجموعة جديدة على الأقل على خدمة "واتساب" في "إسرائيل" تشجع العنف ضد الفلسطينيين".
وأضاف الكاتب إن بعض الأميركيين من جيل الشباب يرون أن "اسرائيل" تمثّل قوة عسكرية ظالمة وليس ديمقراطية، وذلك بسبب حالة التطرف الصاعدة، مشيرًا إلى أن "منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحدثت عن جرائم تمييز عنصري ترتكبها "تل أبيب""، وقال إن مثل هذه الأمور هي التي تلفت نظر هؤلاء من جيل الشباب أكثر من موضوع "القيم الديمقراطية"".
الكاتب اعتبر أن "نتنياهو قوض الدعم الأميركي الذي كانت تحظى به "تل ابيب" من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك من خلال تقويض شخصيات ديمقراطية مثل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والاصطفاف بشكل كامل مع الرئيس السابق دونالد ترامب ومعسكر اليمين الأميركي".
كما تابع أنه "على الرغم من أن تدمير غزة يساعد نتنياهو سياسيًا، الا انه لا يوجد أي هدف استراتيجي لذلك"، وقال إن "هذا الدمار يساعد "حماس"".
وأشاد الكاتب بالسيناتورين بيرني ساندرز وجون أوسوف بسبب وقوفهما بوجه نتنياهو (بعد أن تقدما بمشروع قانون يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وحماية حقوق الإسرائيليين والفلسطينيين)، لافتا إلى أنهما "ينتميان إلى الديانة اليهودية"، وأضاف أن "اقوى داعمي سياسات نتنياهو اليوم هم من المسيحيين البيض الانجيليين وليس اليهود الاميركيين".
وأشار إلى أن" استطلاع رأي أجرته مؤسسة "بيو" العام الماضي أظهر أن نسبة أقل من ثلث اليهود من جيل الشباب في الولايات المتحدة لديهم نظرة إيجابية حيال نتنياهو، وأن نسبة حوالي 25% منهم فقط يعترضون بقوة على حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS)".
ولفت الكاتب إلى "تهمة معاداة السامية وضرورة عدم استخدام مؤيدي "إسرائيل" هذه التهمة لحماية تل ابيب من الانتقادات"، مضيفًا أن "توجيه الانتقادات لـ"تل أبيب" لا يعد معاداة للسامية".
الموقف الأميركي تجاه العدوان خلق فجوة بين واشنطن و"تل أبيب"
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن كيان العدو بخفض تصعيد حربه على غزة، خلقت فجوة بين واشنطن و"تل أبيب" ولقيت في الوقت نفسه ترحيبًا لدى أعضاء الحزب الديمقراطي الذين طالبوه باتخاذ موقف أكثر تشددًا.
وأضافت الصحيفة أن "موقف بايدن شكل تطورا كبيرا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، وكان أوضح دليل حتى الآن على تغير المشهد السياسي لدى الديمقراطيين، إذ لم يعد هناك ذاك القبول بما تقوم به "إسرائيل" تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"".
ونقلت الصحيفة عن مصدرين اثنيْن مطلعيْن قولهما إن "البيت الأبيض أبلغ نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية أن المشهد يتغير داخل الولايات المتحدة وأن هذا التغير يشمل بعض المشرعين الذين طالما دعموا "تل أبيب""، مضيفة إن "الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى بين بايدن ونتنياهو جاء على خلفية هذه التحولات".
واعتبرت أن "رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو كانت واضحة، ومفادها أنه قد يخسر التأييد الأميركي بشكل ملحوظ إذا استمر في الحرب"، لافتة إلى أن "البيان الذي أصدره البيت الأبيض حول مكالمة جرت بين بايدن ونتنياهو لم يذكر موضوع حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها".
وقالت إن "بايدن تعرض لضغوط متزايدة من قبل مشرعين ديمقراطيين اعتبروا ان البيت الأبيض كان يعطي الضوء الأخضر لنتنياهو على حساب المدنيين"، مشيرة إلى "خيبة أمل بايدن ومعاونيه بسبب عدم كشف "تل أبيب" عن المزيد من المعلومات حول استهداف المبنى الذي يضم المكاتب الإعلامية في غزة".
وبحسب الصحيفة، "الانتقادات التي توجه إلى تل ابيب من قبل مشرعين ديمقراطيين، تأتي في سياق تحول حاصل على صعيد مقاربة الحزب الديمقراطي للعلاقات الأميركية الإسرائيلية عموما".
وقالت إن "التحول واضح ليس فقط على مستوى الجيل الجديد من المشرعين الليبراليين، بل أيضا على مستوى شخصيات وسطية وقديمة في "الكونغرس"".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024