الخليج والعالم
دبلوماسي أمريكي: شرخٌ في العلاقات مع "اسرائيل"
كشف الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف تشارلز دبليو فريمان لمعهد السلام والدبلوماسية الكندي أن السياسات الأميركية والإسرائيلية لم تعد متطابقة في الملفات الإقليمية، مشيرًا الى تراجع نسبة تأييد "إسرائيل" لدى اليهود داخل الولايات المتحدة وأوروبا، والى تراجع قدرة واشنطن على إعفاء تل أبيب من القانون الدولي.
واعتبر فريمان في مقال نشره في مركز الدراسات الأميركي "ريسبونسبل ستيت كرافت" أن الدين اليهودي هو دين الأخلاق، ويركز بشكل خاص على السعي لنيل العدالة، وفي رأي عدد متزايد من اليهود الأميركيين والأوروبيين أصبحت الصهيونية تشكل نقيض اليهودية.
ورأى فريمان أن النظام الإسرائيلي يعد أكثر وحشية من نظام التمييز العنصري (Apartheid) من نواحٍ عدة، وهناك نضال دولي بدأ يتشكل دعماً لحقوق ضحايا هذا النظام.
ولفت فريمان أنه لم يعد بإمكان "إسرائيل" أن تزعم أنها تتشارك قيم الأميركيين أو الأوروبيين، وستجد نفسها معزولة من قبل الغرب في حال لم تعد إلى الأعراف الغربية.
كما لفت الى أن السعودية تواجه تحديات أكبر من "إسرائيل"، إذ شهدت العلاقات الأميركية السعودية تراجعًا كبيرًا خلال القرن الواحد والعشرين بعدما كانت هذه العلاقات نقطة مركزية للدور الأميركي في الشرق الأوسط في اعقاب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وأشار الى أن العلاقات الأميركية السعودية كانت قائمة على ضمان تدفق النفط مقابل حماية أمن السعودية، الا ان الاحداث وتغير المواقف لدى كلا الطرفين أدت إلى تغيير هذه المعادلة.
وأضاف فريمان أن هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر جاءت في سياق مساعي تنظيم القاعدة للإطاحة بالنظام الملكي السعودي من خلال فرض انهاء الدعم الأميركي لهذا النظام، مشيرًا الى أنه ومن أجل تحقيق هذا الهدف حرص مخططو هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على أن تكون غالبية منفذي الهجمات من الجنسية السعودية، وحققت هذه الهجمات نجاحاً لم يكن يحلم به المخططون.
وأدت هذه الهجمات حسب فريمان إلى ترسيخ "الاسلاموفوبيا" في السياسة الأميركية وإلى "حرب عالمية على الإرهاب" زادت من أعداد "الإرهابيين المسلمين المعادين لأميركا".
وأضاف فريمان: "يحاول الإرهابيون من هذا المعسكر القضاء على الشراكة الأميركية السعودية وأصبحت برامج التعاون الوحيدة التي تحظى بأي دعم شعبي يذكر في الولايات المتحدة أو السعودية تلك التي تتعلّق بمنع تعرض أي من الطرفين أو كليهما لهجوم إرهابي".
كما أشار الى أن السعودية خسرت من دون شك دورها المركزي في السياسة الأميركية في منطقة الخليج وجرى استبدالها بعدة اشكال كدولة الإمارات التي تتمتع بانفتاح وديناميكية لا تستطيع أن تنافسهما السعودية، لافتًا الى أن الإمارات تخطت السعودية كسوق لأكبر الصادرات الأميركية في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024