الخليج والعالم
العراق .. بعد يوم من المواجهات المسلحة: ترحيب سياسي وشعبي بحقن الدماء واطفاء الفتنة
بغداد:عادل الجبوري
في تطور لافت للازمة العراقية، دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر المعتصمين في المنطقة الخضراء الى الانسحاب الشامل والفوري في غضون ستين دقيقة، وانتقد بشدة في مؤتمر صحفي قصير عقده في مقره بمنطقة الحنانة ظهر اليوم الثلاثاء، لجوء بعض الجماعات الى استخدام السلاح وترويع الناس، في ذات الوقت الذي قدم شكره للقوات الامنية والحشد الشعبي ورئيس الوزراء، قائلا ، "أقدم اعتذاري إلى الشعب العراقي .. واشكر القوات الأمنية، وأعلم بهم لا يطلقون رصاصة واحدة على أبناء العراق.. فالدم العراقي حرام حرام حرام، وهناك ميليشيات وقحة ويجب أن لا يكون التيار وقحاً.. بدلوا عقولكم.. وانسحبوا بشكل كامل حتى من الاعتصام خلال ساعة".
وتسببت المواجهات المسلحة داخل المنطقة الخضراء وعند مقترباتها، وفي بعض المحافظات التي دامت اكثر من اربع وعشرين ساعة قبل توجيه الصدر بأنهاء الاعتصامات والانسحاب، بمصرع واصابة العشرات من عناصر القوات الامنية والمتظاهرين، الى جانب الحاق اضرار مادية بمنازل ومحال ومراكز تجارية ومؤسسات حكومية، جراء القصف العشوائي، ناهيك عن احراق وتدمير العديد من المقرات والمكاتب التابعة لبعض الاحزاب في بغداد والمحافظات، هذا في الوقت الذي كانت السلطات الحكومية قد فرضت حظر التجوال الشامل في كل محافظات البلاد بدءا من الساعة السابعة من مساء امس الاثنين حتى اشعار اخر، قبل ان تعلن انهائه اثر مؤتمر السيد الصدر.
وما ان انتهى المؤتمر الصحافي لزعيم التيار الصدري، حتى بدأت جموع المعتصمين والعناصر المسلحة بالانسحاب من المنطقة الخضراء، وسط ارتياح شعبي عام بهذه الخطوة.
وفي تغريدة له، رحب رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي بقرار الصدر، اذ كتب قائلا، "ان دعوة سماحة السيد مقتدى الصدر الى وقف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، وان كلمة سماحته تحمل الجميع مسؤولية اخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والامني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الازمات".
اما رئيس تحالف الفتح هادي العامري، فقد ثمن مبادرة الصدر بوضع نهاية للعنف المسلح، واصفا اياها بالمبادرة والشجاعة وتستحق التقدير والثناء، وجاءت في لحظة حرجة يراهن فيها الاعداء على توسيع حالة الافتتال بين الاخوة".
وفي ذات السياق، شدد رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي تعليقا على دعوة الصدر بأنه، "يجب انسحاب كل المسلحين فورا، ولا مبرر ان تقف الدولة عاجزة ومتفرجة، خصوصا، خصوصا بعد قرار السيد مقتدى الصدر بسحب من يدعي الانتماء للتيار وهذه تحسب لسماحته، وعلى العقلاء وضع الحلول لمنع العود الى الاحتراب العبثي، وتعريض ارواح المواطنين للخطر وتقويض الدولة ومصالح ابنائها".
من جانبه قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقية وعضو الهيئة القيادية للاطار التنسيقي الشيخ همام حمودي، "اثبت السيد مقتدى الصدر انه ابن تلك المدرسة، مدرسة ال الصدر المضحية لدينها وشعبها.. موقف شجاع ومسؤول من اجل عراق الكرامة والاصلاح والازدهار" مؤكدا انه "لاتعارض بين الاصلاح وحفظ الدولة وبعضها يكمل البعض الاخر، بل لا فائدة من الاصلاح وضياع الدولة ولا فائدة من دولة فاشلة فاسدة".
الى ذلك رحب رئيس اقليم كردستان بشمال العراق نيجرفان البارزاني، بموقف السيد مقتدى الصدر ومطالبته بإنهاء التوترات. ودعا القوى والأطراف السياسية المختلفة للحوار من أجل حل المشاكل وإنقاذ العراق من هذا الوضع الصعب.
واضافة الى ترحيب العديد من الشخصيات والزعامات السياسية من مختلف المكونات والانتماءات بقرار الصدر، عبر بعثة الامم المتحدة في العراق(يونامي) عن ارتياحها وترحيبها بالتطورات الحاصلة، مشيرة الى انها اكدت يوم امس على ان ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل".
وارتباطا بتلك المستجدات، اوعزت السلطات المسؤولة بأعادة فتح كافة المنافذ الحدودية، والسماح للزوار الايرانيين ومن الدول الاخرى بالدخول للعراق. فيما قررت وزارة الترتيب استئناف امتحانات الدور الثاني للمراحل المنتهية للدراستين الابتدائية والمتوسطة اعتبارا من يوم غد الاربعاء بعد ايقافها يوم امس بسبب فرض حظر التجوال وارتباك الاوضاع الامنية في البلاد.