الخليج والعالم
اشتباكات في الخرطوم رغم الهدنة.. واتهامات متبادلة بين الجيش و"الدعم السريع"
تجدّدت الاشتباكات العنيفة في الخرطوم بين قوات الجيش السوداني و"الدعم السريع"، على الرغم من تمديد الهدنة، أبرزها في محيط القصر الجمهوري، في حين توسعت رقعة الاشتباكات في مدينة الأُبَيِّض غربي البلاد، وسُمع دوي انفجار في منطقة الجريف شرقي الخرطوم، مع استمرار تحليق طائرات وسماع أصوات مضادات أرضية، كما سُمعت أصوات انفجارات وسط وشرق الخرطوم بحري.
وفي مدينة الأُبَيِّض، غربي البلاد، دارت اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، فيما تصاعدت أعمدة الدخان قرب محطة جاكسون وسكة الحديد، كذلك في سماء حي "الوابورات"، حيث قال الجيش السوداني في بيان له "إنّ "المتمردين" هاجموا منطقة الخرطوم بحري العسكرية، ومنطقة العاصمة العسكرية"، مؤكدًا صدّه للهجوم.
واتهم الجيش السوداني قوات "الدعم السريع" بإجبار مهندسين على تعطيل محطات التحكم بالكهرباء والمياه، ما أدّى لانقطاعها عن مناطق واسعة بالبلاد.
من جهتها، أكدت قوات "الدعم السريع" استعادة خدمة الكهرباء في عدد من ولايات ومدن شرق ووسط السودان بمعاونة مهندسين وفنيين، وأشارت إلى أنها تواصل العمل مع فريق هندسي كبير لإصلاح الخلل في محطة مياه بحري.
كما زعمت قوات "الدعم السريع" أنّها تصدّت لهجوم متكرّر من الجيش في ساعات سريان الهدنة، "ما يؤكد تنازع اتخاذ القرار داخل قيادة الجيش"، حسب تعبيرها.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد أعلنت موافقتها على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، وذلك استجابة لوساطة أميركية سعودية.
وفي الشق الإنساني، طالبت نقابة أطباء السودان طرفي الصراع بمنع المظاهر المسلحة في المرافق الطبية أو قربها. ورفضت، في بيان، أي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية، معتبرة أنّ الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبيّة أو استخدامها كمنصّات للقصف يحوّلها لساحة معركة، مشيرة إلى أنّها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين، ولا تسمح لأيّ طرف بالتدخل في القرار المهني.
وأعلنت النقابة، في بيان، ارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراع إلى 473 قتيلًا و2454 مصابًا.
وفي ذات الإطار، قال مسؤولون في مستشفى أحمد قاسم بالخرطوم بحري، إنّ المواد الطبيّة الخاصة بمرضى غسيل الكلى على وشك النفاد، بسبب انقطاع الإمداد، وأوضحوا أنّ المستشفى يستقبل يوميًّا نحو 60 شخصًا من مرضى غسيل الكلى، وهو ما يفوق طاقته الاستيعابية.
ولفت مختصّون طبيّون إلى أن خروج مستشفيات عدّة من الخدمة زاد من الطلب على المستلزمات الطبيّة، وشكّل ضغطًا كبيرًا على الكادر الطبّي.
كما أغلقت صيدليّات عدّة في العاصمة السودانية أبوابها منذ اندلاع المواجهات، ما أدّى إلى تفاقم معاناة الأهالي في مناطق الخرطوم بحري وأم درمان بسبب النقص في الأدوية.
وأعلن "تجمع الصيادلة المهنيين السودانيين" عن استيلاء قوات "الدعم السريع" على صيدلية الإمدادات الطبيّة المركزيّة بالخرطوم، محذّرًا من أن إغلاق الصيدليّة سيؤدي إلى كارثة صحية، وهذا ما أكدته الخارجية السودانيّة، التي حذّرت من أن السيطرة على الصيدلية المركزية يعتبر إمعانًا في خلق كارثة صحية.