رغبات ترامب التجارية والتطورات في لبنان محط اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 15 شباط/فبراير 2025 بالتطورات الإقليمية والعالمية، وقد لفت انتباه الصحف الإيرانية حادثة مطار بيروت وكتبت حول كواليس هذه الحادثة المقالات والتحليلات، وأيضًا رصدت الصحف الإيرانية رغبات ترامب التجارية المصبوغة بصبغة أيديولوجية وأثر سياساته على القارة الأوروبية القلقة بسبب هذه السياسات.

قلق أوروبا

كتبت صحيفة وطن أمروز: "الولاية الثانية لترامب هي عهد جديد للسياسة في العالم أجمع، وخاصة في الدول الأوروبية. خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، أوضح ترامب للأوروبيين أنهم لم يعد بإمكانهم، على حد تعبيره، الحصول على رحلة مجانية من أميركا. والآن تتعامل الدول الأوروبية مع الأميركيين، بحيث إن الأميركيين يخوضون حربًا تجارية معهم، سعيًا للحصول على فوائد غير مسبوقة في مقابل الدعم العسكري والسياسي، ويقولون إنهم يجب أن يدفعوا ثمن دفاعهم بأنفسهم. هذه مجرد بداية لعلاقة جديدة بين الدول الأوروبية وأميركا ترامب، وبالإضافة إلى حل المشاكل في علاقاتها مع الولايات المتحدة، يجب عليها أيضًا التفكير في الدفاع عن ديمقراطيتها، لأن ترامب ومساعديه، الذين لديهم سيطرة واسعة النطاق على إدارة الشبكات الاجتماعية، شككوا أيضًا في الديمقراطيات الأوروبية ويريدون للأحزاب اليمينية الوصول إلى السلطة في هذه البلدان". 

وأضافت: "كانت انتقادات وشكاوى ألمانيا ضدّ إيلون ماسك في هذا السياق بالضبط، والآن أصبحت دول أوروبية أخرى لديها مخاوف أكثر جدية بشأن مستقبلها مع نشر محتوى المفاوضات بين ترامب وبوتن. وبثت القناة الرابعة البريطانية مؤخرًا برنامجا خاصا تناول مخاوف أوروبا بشأن جنون ترامب في ولايته الثانية كرئيس. وكان الموضوع الأهم الذي تمت مناقشته في هذا البرنامج هو التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير "الدفاع" (الحرب) الأميركي بشأن الأمن الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. حيث أكد لأعضاء حلف شمال الأطلسي أن الولايات المتحدة تحاول إنهاء دورها باعتبارها الضامن الدائم لأمن أوروبا. "

وتابعت: "يعتقد الأوروبيون أنه رغم مرور ثلاثة أسابيع على رئاسة ترامب، فإنهم يجب أن يستيقظوا كلّ يوم مع شعور بالخوف وعدم اليقين بشأن مستقبل بلادهم، لأن الرئيس الأميركي ينفذ بسرعة إجراءات تثير الشكوك أكثر من أي وقت مضى حول ديمقراطيتهم وأمنهم وحتّى وجودهم. يعتقد دونالد ترامب أن المشكلة الرئيسية لأميركا هي الصين وأن كافة الموارد الأميركية يجب أن تُنفق على المنافسة والعداء مع الصين. وفي الوقت نفسه، فإن اعتماد أوروبا على أميركا في ما يتصل بالأمن كبير للغاية. المشكلة التي تواجه أوروبا الآن هي روسيا؛ لذا يتعين عليهم أن يدفعوا بأنفسهم تكاليف الدفاع عن أنفسهم ضدّ روسيا". 

وأشارت إلى أنَّ "أحد المخاوف الأمنية الكبرى بالنسبة لأوروبا هو قضية أوكرانيا. وقال ترامب إن أوكرانيا لا يمكن أن تصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي ما لم تزود الولايات المتحدة بمواردها المعدنية النادرة، وإن الانتخابات الرئاسية يجب أن تجرى في البلاد في أقرب وقت ممكن، وهو ما يعني على الأرجح إزاحة زيلينسكي من السلطة. ويجب على أوكرانيا أيضًا أن تقبل خطة الأرض مقابل السلام وأن تجد طريقًا للسلام من خلال التخلي عن 20% من أراضيها التي تحتلها روسيا حاليًا. لكن هذه المواقف كانت قبل المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع بوتن. تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فلاديمير بوتن عبر الهاتف لمدة حوالي ساعة ونصف مساء الأربعاء 12 شباط/فبراير بتوقيت موسكو، ثمّ اتصل بعد ذلك بفلوديمير زيلينسكي".

وأردفت الصحيفة: "لكن ظهور هذا الخبر في وسائل الإعلام تزامن مع نشر تحليلات وصفت هذه المحادثة الهاتفية بـ"الهوس الروسي" و"يوم أسود لأوكرانيا". لكن في هذه المكالمة الهاتفية، أكد ترامب وبوتين على ضرورة وقف ملايين القتلى في الحرب الأوكرانية، واتفقا على أن فرق التفاوض من البلدين ستبدأ عملها على الفور. وكتب ترامب أيضًا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "نعتقد أن الحل السلمي ممكن وأن المفاوضات يجب أن تبدأ على الفور"".

ولفتت إلى أنَّه "من ناحية أخرى، فإن أوكرانيا، من خلال مراقبة سلوك ترامب، تذكر الأوروبيين كلّ يوم بأن بلادهم كانت على الخط الأمامي في مواجهة روسيا، وأن حياة الرجال والنساء الأوكرانيين معرضة للخطر من أجل الحفاظ على الأمن الأوروبي، وبالتالي، فإن هذه مشكلة أوروبية بالكامل ويجب على أوروبا أن تدفع ثمنها".

المؤامرة الأميركية على بيروت

كتبت صحيفة جام جم: "لقد شهدنا في ظل التطورات الأخيرة في لبنان ظهور ظروف تتطلب التحليل والتحقيق الدقيق، وتظهر أن النظام الصهيوني لا يلتزم بأية معاهدات دولية".

وأوضحت أنَّه "يوم الأربعاء الماضي، ألغى مطار بيروت تصريح طيران طائرة إيرانية إلى لبنان، وذلك بعد ادعاء كاذب أطلقه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وجاء هذا التصريح عقب التهديدات الأخيرة ضدّ الطائرات الإيرانية والأنباء عن إلغاء رحلات الخطوط الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان. وتزامن إلغاء هذه الرحلات أيضًا مع تصريحات للمتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" مفادها أن هذه الطائرات يُعتقد أنها تحمل بضائع غير قانونية وأموالًا.

وأضافت: "من جهة أخرى شهدنا تهديد طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من قبل مقاتلة صهيونية، الأمر الذي دفع الحكومة اللبنانية إلى مطالبة قطر بإعادة الركاب العالقين. في البداية، يمكن القول إن عدوان النظام الصهيوني على سيادة لبنان وتواطؤ المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، مع هذا النظام، تسبب في زيادة غطرسة المسؤولين الصهاينة. وقد تكون هذه التصرفات ناجمة أيضًا عن التهديدات "الإسرائيلية" أو الزيارة الأخيرة للمسؤولين الأميركيين إلى لبنان ولقائهم بالمسؤولين اللبنانيين. لذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول خلق الظروف التي سيتم فيها تقليص بصمة إيران وحزب الله في لبنان من خلال إثارة مثل هذه القضايا وخلق الضغوط. وهذا واضح في التهديد الذي تعرضت له الطائرة الإيرانية وكذلك التهديد الذي تعرضت له الطائرة اللبنانية التي كانت عائدة من طهران، فهذه التصرفات لا تشكّل تهديدًا لأمن الرحلات المدنية فحسب، بل إنها تشير أيضًا إلى الطبيعة الإجرامية والإرهابية لبعض الحكومات، فاتّخاذ مثل هذه التصرفات لا يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل يشكّل أيضًا انتهاكًا لسيادة وسلامة أراضي الدول والحكومات، وهذه السياسة المتمثلة في تهديد الصهاينة هي في نفس الوقت استسلام لهم أمام التطورات في المنطقة وفلسطين".

ممر أحلام ترامب

كتبت صحيفة قدس: "خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الخميس، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فكرة إنشاء طريق عبور، أو بمعنى آخر، ممر تجاري عالمي. ممر يتضمن أربع نقاط محورية: الهند، و"إسرائيل"، وإيطاليا، وأخيرًا الولايات المتحدة الأميركية!".

واعتبرت أنَّه "على عكس المفهوم الشائع والكلاسيكي للممرات باعتبارها طريقًا سريعًا به العديد من القوافل الجديدة؛ طريق ذو أقصر مسافة إلى وجهة التجارة المطلوبة أو حتّى اتفاقية اقتصادية متعددة الأطراف تضمن التجارة الحرة بين المجتمعات والحكومات؛ فإنه غالبا ما يكون للممرات طابع حضاري ووظيفة أيديولوجية".

وأضافت: "لعل حقيقة أن ترامب، في لقائه مع رئيس الوزراء الهندي، يقدم بلاده باعتبارها أقدم ديمقراطية والهند باعتبارها أكبر ديمقراطية، هي ربما الدليل والتأكيد الأكثر وضوحًا على هذا الادّعاء. في واقع الأمر، إن ممر أحلام رجل الأعمال ترامب هو أيديولوجي قبل أن يكون اقتصاديًا، وهو ذو معنى من منظور جيوسياسي قبل أن يتم تبريره بالمنطق الجغرافي".

ولفتت إلى أنَّ "الهند، باعتبارها الدولة الأكثر سكانًا في العالم، ورغم أنها تشكّل وزنًا لا يمكن إنكاره في معادلات التجارة الدولية، لا يمكنها أن تكون حلقة وصل وسطى في الممر الاقتصادي، نظرًا لأنها تقع في جوارها المباشر القوّة الاقتصادية الرائدة في العالم، جمهورية الصين الشعبية".

وتابعت: "علاوة على ذلك، تُقدَّم فلسطين المحتلة، باعتبارها أقصى نقطة غربية في القارة الآسيوية، وباعتبارها إحدى نقاط الارتكاز لهذا الممر، في حين أنها، وفقًا لكثير من الباحثين وحتّى المسؤولين في النظام الحاكم، تواجه مخاطر داخلية وخارجية تهدّد وجودها". 

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "الاتّجاهات السياسية والأمنية الحالية في المنطقة جعلت من الصعب قبول هذا الكيان كنقطة اتّصال بين منطقة غرب آسيا والممر المذكور، وسعي أميركا للاستحواذ على غزّة يمكن أيضًا تحليله في هذا الصدد".
 

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم