نقاط على الحروف
هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟
تمر الحالة المناهضة للمشروع الصهيوني في المنطقة بوضع حرج، نتيجة انهيار ركن رئيسي في محور المقاومة والمتمثل بالنظام البعثي في سورية قبل نحو شهرين، ما أدى إلى كشف ظهر المقاومة الإسلامية وحلفائها في لبنان، والتي كانت تعتمد على دمشق كشريان لوجستي رئيسي لتدعيم وضعها في مواجهة العدو الصهيوني.
وإذا كان العدو الصهيوني قد عجز عن التقدم ولو لبضعة كيلومترات في جنوب لبنان بعد 66 يومًا من القتال الضاري، بالمقارنة مع وصوله إلى بيروت في العام 1982 خلال بضعة أيام، إلا أن الإنجاز الذي حققه بالتعاون مع تركيا والولايات المتحدة جعله يقترب إلى بعد بضعة كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، عقب الإطاحة بالنظام السابق وتنصيب أبي محمد الجولاني لنفسه رئيسًا لسورية بمباركة تركية قطرية أميركية وغربية.
هذا، وضع حزب الله وحلفاءه في لبنان في وضع غير مريح، في ظل الضغوطات الأميركية التي تمارس على أركان السلطة الجديدة وعدد كبير من القوى اللبنانية لعزله، وقد وصل الحد بالأميركيين إلى الإعلان صراحة أنهم يعارضون مشاركة حزب الله ولو بشكل غير مباشر في الحكومة العتيدة التي يحاول نواف سلام تشكيلها.
ما يدفع الأميركيين و"الإسرائيليين" وحلفاءهم الإقليميين واللبنانيين إلى التعنت في مطالبهم ينبع من الشعور بأنهم حققوا إنجازاً إستراتيجياً في دمشق، عبر إيصال الجولاني إلى السلطة، قلب المعادلات الإقليمية وعوض عن الإخفاقات "الإسرائيلية" في مواجهة حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية في غزة، بما يشبه حالة النشوة التي شعروا بها في العام 1982 حين تمكنت القوات الصهيونية من احتلال بيروت وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانتخاب حليف "تل أبيب" بشير الجميل رئيسًا للجمهورية. كل هذا يجعلنا نفهم ما سبق وأعلنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أنه عبر حربه على غزة ولبنان فإنه يقوم بتصحيح المسار الذي انحرف عما كان مرسومًا له "إسرائيليًا" في العام 1982.
لكن استذكار الأميركيين و"الإسرائيليين" لما حدث في العام 1982 لا يتضمن تذكرهم للمقاومة التي انطلقت في ذلك العام من بيروت والتي ساهمت بقلب المعادلات التي كان الأميركيون و"الإسرائيليون" يحاولون فرضها في لبنان والمنطقة. فلقد نجحت هذه المقاومة في إخراج العدو من بيروت ومن بعدها من مناطق أخرى من جنوب لبنان، كما أن حليف "إسرائيل" بشير الجميل اغتيل بعد ثلاثة أسابيع على انتخابه، تبعه صراع بين أطراف محلية وإقليمية في لبنان أدت في شباط فبراير 1984 إلى إسقاط اتفاق 17 أيار الذي وقعته حكومة الرئيس أمين الجميل مع "إسرائيل"، لتجهض بذلك كل مفاعيل اجتياح العام 1982.
واليوم، وبعد شهرين على تقدم قوات الاحتلال "الإسرائيلي" للسيطرة على أراضٍ سورية جنوب العاصمة دمشق ووصولها إلى مسافة 12 كيلومترًا من طريق دمشق – بيروت الدولي، اعترف جيش العدو بوقوع عملية فدائية ضده في مدينة القنيطرة المحتلة. ولقد أطلقت المجموعة التي نفذت العملية بيانًا تبنت فيه العملية مطلقة على نفسها اسم "المقاومة السورية." هذا الإعلان بحد ذاته بادرة تحول في مسار الصراع سيؤدي إلى تفعيل جبهة جديدة ضد العدو هذه المرة انطلاقاً من جنوب سورية. فهل تسلك المقاومة السورية السبيل الذي سلكته من قبلها المقاومة اللبنانية؟ وهل تنجح في قلب المعادلات كما فعلت من قبلها نظيرتها اللبنانية؟.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
05/02/2025
عمَّ حدثت الأرض العائدين اليها؟
05/02/2025
التهجير في زمن التهريج
التغطية الإخبارية
عائلة الأسير الصهيوني ماتان أنغريست: ندعو نتنياهو إلى إرسال وفد التفاوض فورًا والتوصل للمرحلة الثانية وإعادة جميع المختطفين دفعة واحدة دون تأخير
نادي الأسير الفلسطيني: سيتم اليوم تحرير 183 أسيرًا منهم 45 من الضفّة الغربية والقدس و111 من معتقلي غزّة بعد السابع من أكتوبر
الإمام الخامنئي: النصر النهائي في نهاية المطاف سيكون حليفًا للشعب الفلسطيني وهذا أمر محتوم
الإمام الخامنئي: التهديدات الأميركية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لها تأثير على أمتنا
حماس بعد الإفراج عن الأسرى الصهاينة: نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي
مقالات مرتبطة
![عمَّ حدثت الأرض العائدين اليها؟](uploaded/essaysimages/small/lvl220250205044420139.jpg)
عمَّ حدثت الأرض العائدين اليها؟
![رحلة العبور الى التحرير الثالث.. نصر في ضوء الشمس](uploaded/essaysimages/small/lvl220250205084855439.jpg)
رحلة العبور الى التحرير الثالث.. نصر في ضوء الشمس
![التهجير في زمن التهريج](uploaded/essaysimages/small/lvl220250205073026730.jpg)
التهجير في زمن التهريج
![قرار التهجير لا يخضع لأوامر ترامب ولا موافقة مصر والأردن](uploaded/essaysimages/small/lvl220250204095559208.jpg)
قرار التهجير لا يخضع لأوامر ترامب ولا موافقة مصر والأردن
![الذكاء الإعلامي لحركة "حماس" وأهالي الجنوب اللبناني يؤرِّق العدو](uploaded/essaysimages/small/lvl220250202103240281.jpg)
الذكاء الإعلامي لحركة "حماس" وأهالي الجنوب اللبناني يؤرِّق العدو
!["إخفاقات خطيرة".. معاقبة ضباط كبار بعد انفجار صاروخ بجنود صهاينة متدربين](uploaded/essaysimages/small/lvl220250206071352692.jpg)
"إخفاقات خطيرة".. معاقبة ضباط كبار بعد انفجار صاروخ بجنود صهاينة متدربين
!["معاريف": إرباك في الجيش والكثير من الأسئلة المفتوحة‎](uploaded/essaysimages/small/lvl220250206121942761.jpg)
"معاريف": إرباك في الجيش والكثير من الأسئلة المفتوحة
![بيان للجيش "الإسرائيلي" عن عملية "تياسير" البطولية ](uploaded/essaysimages/small/lvl220250204125225146.jpg)
بيان للجيش "الإسرائيلي" عن عملية "تياسير" البطولية
![الاحتلال يستعين بناقلات جند مدرّعة للمرة الأولى منذ 23 عامًا في الضفة الغربية ](uploaded/essaysimages/small/lvl220250203075609991.jpg)
الاحتلال يستعين بناقلات جند مدرّعة للمرة الأولى منذ 23 عامًا في الضفة الغربية
![إثر سقوط سورية... هل باتت المنطقة تحت النفوذ الصهيوني- التركي؟](uploaded/essaysimages/small/lvl220250207114809105.jpg)
إثر سقوط سورية... هل باتت المنطقة تحت النفوذ الصهيوني- التركي؟
![مرحلة جديدة تنتظر المنطقة بعد عودة جزار العصر من أميركا..](uploaded/essaysimages/small/lvl220250203124158656.jpg)
مرحلة جديدة تنتظر المنطقة بعد عودة جزار العصر من أميركا..
![ترامب والمضاربة بالملف السوري لصالح "إسرائيل"](uploaded/essaysimages/small/lvl220250203110225918.jpg)
ترامب والمضاربة بالملف السوري لصالح "إسرائيل"
![لهذه الأسباب الدور الروسي في سورية مستمر... و"مسلحو إدلب" يبايعون الشرع](uploaded/essaysimages/small/lvl220250131111737451.jpg)
لهذه الأسباب الدور الروسي في سورية مستمر... و"مسلحو إدلب" يبايعون الشرع
![تفرُّد وإقصاء في الداخل وتدخلات من الخارج... سورية إلى أين؟](uploaded/essaysimages/small/lvl220250131110239830.jpg)