نصر من الله

آراء وتحليلات

يوم الوفاء يقترب: وداع السيد الشهيد وإعلان سقوط رهانات العدو
15/02/2025

يوم الوفاء يقترب: وداع السيد الشهيد وإعلان سقوط رهانات العدو

فراس رفعت زعيتر

تقترب اللحظة التي ستقف فيها الجماهير أمام جثمان قائدها. لحظة يتهيّبها الأحرار في كل بقاع الأرض. لحظة ستتحوّل إلى يوم تاريخي، يعبر فيه الملايين عن حبّهم ووفائهم، ليس فقط للقائد الشهيد، بل للمسيرة التي أفنى حياته من أجلها. في الأسبوع القادم، ستودّع الأمةُ  الشهيد الأقدس والأسمى، الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الرجل الذي نذر حياته للجهاد والمقاومة، ورفيق دربه وخليفته في القيادة والشهادة السيد الهاشمي هاشم صفي الدين ، في مشهدٍ استثنائي سيكون بمثابة صفعة مدوّية لكل من راهن على تراجع المقاومة أو انكسار جمهورها.

حين يخرج الملايين لتشييع السيد الشهيد، فإنهم لا يودّعونه فحسب، بل يعلنون بوضوح أن المقاومة لم تفقد جمهورها، ولم تنكسر عزيمتها، بل باتت أكثر قوةً وتماسكًا. من المدينة الرياضية، حيث ستُقام الصلاة على الجثمانين الطاهرين، إلى طريق المطار، حيث سيُدفن السيد الشهيد في أرضه التي أحبها، سيمتدّ موكب الوداع كبحرٍ هادر، يحمل رسالة واحدة: إن هذا القائد الذي عاش للقضية، لم يرحل عنّا، بل صار أيقونةً خالدةً في قلوب الملايين، وصار رمزًا لا يُمحى من ذاكرة الأمة.

هذا اليوم، لن يكون مجرد يوم وداع، بل يوم ولادة جديدة للمقاومة، يوم يكتب فيه الناس بدموعهم وصيحاتهم عهدًا جديدًا بالمضيّ في درب الجهاد، مهما كان الثمن. فمن قال إن القادة يُغتالون؟ القادة الحقيقيون لا يموتون، بل يتحولون إلى أرواحٍ تسكن في ضمير الأمة، وإلى رايات تُرفع في كل ميدان.

ظنّ العدو، ومعه كل داعميه، أن غياب السيد الشهيد سيؤدي إلى انهيار المقاومة، وأن الجماهير التي كانت تهتف باسمه ستتراجع وتتلاشى، لكنّهم لم يدركوا طبيعة هذه الأمة، ولم يفهموا أن كل قطرة دمٍ تُراق في هذا الدرب لا تضعف المقاومة، بل تزيدها صلابةً وإصرارًا. فكيف بمن يظن أن المقاومة تعتمد على شخصٍ واحد؟ وكيف بمن يعتقد أن رحيل القائد يعني نهاية المسيرة؟

لقد خاضت المقاومة معارك كبرى، قدّمت فيها قادتها شهداء، لكنها كانت تخرج منها أقوى، أشد عزيمةً، وأكثر جذرية في انتمائها إلى الحق. والآن، ونحن على أعتاب هذا اليوم العظيم، يثبت التاريخ مرة أخرى أن المقاومة لا تنكسر، وأن شعبها لا يُهزم، بل يزداد التحامًا بها، حتى تكون كلمته العليا دائمًا: "لن نستسلم، لن نساوم، ولن نتراجع".

يوم التشييع ليس مجرد مناسبة وداع، بل هو يوم تجديد العهد، يومٌ يخرج فيه الشعب ليقول للعالم بأسره، إن هذه المقاومة ليست تنظيمًا عابرًا، ولا ظاهرة يمكن احتواؤها، بل هي عقيدة تسري في العروق، ومسيرة ممتدة لا تقف عند أي قائد أو أي ظرف.

ستعج طريق المطار بالحشود القادمة من كل المناطق، وسترتفع الرايات، وستتردد الهتافات التي تؤكد أن المقاومة ليست بحاجة إلى إثبات وجودها، لأن وجودها تجسّد في دماء القادة والشهداء، وفي إيمان الناس بها حتى النخاع.

حين تُشيّع الجماهير السيد الشهيد بهذه العظمة، فهي توجه رسالة إلى العدو، وإلى كل من يقف خلفه، بأن رهاناتهم سقطت، وأن مشاريعهم فشلت، وأن المقاومة اليوم ليست في موقع الدفاع، بل في موقع الهجوم السياسي والشعبي والمعنوي.

سيرى العدو أن كل محاولة لضرب المقاومة لا تزيدها إلا قوة، وأن هذا الجمهور الذي ملأ الساحات، وهذا التلاحم الذي يظهر في كل زاوية، هما أكبر دليل على أن المقاومة باقية، ممتدة، متجددة، لا تتوقف عند رحيل قائد، ولا تنهزم أمام المؤامرات.

هذا اليوم لن يكون يومًا عاديًا، بل سيُكتب في سجل التاريخ بحروفٍ من دماء القادة، وبمداد وفاء الجماهير. سيظل هذا اليوم شاهدًا على أن المقاومة ليست مجرد مرحلة، بل قدرٌ لهذه الأمة، وخيارها الوحيد حتى تحقيق النصر.

حين تنحني الأمة لتوديع السيد الشهيد، فهي لا تنحني ضعفًا، بل إجلالًا لمن كان رمزًا للصمود والتضحية. وحين تنطلق الجماهير في مسيرة التشييع، فهي لا تمشي نحو النهاية، بل نحو بداية جديدة لمسيرةٍ عنوانها العزّة والكرامة والتحرير.

سلامٌ على السيد الشهيد في عليائه، سلامٌ على رفيق دربه، سلامٌ على المقاومة التي لا تموت، وسلامٌ على شعبها الذي يبقى وفيًا لها حتى آخر قطرة دم.

السيد حسن نصر االلهالمقاومة

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة