خاص العهد
الصّراع على أوكرانيا.."طبول حرب فارغة" حتّى الآن
مصطفى عواضة
لم تُحدِث المكالمة الهاتفيّة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والرّوسي فلاديمير بوتين تغييرًا جوهريًا في موقف واشنطن تجاه الأزمة الأوكرانية، وبين تهويل أمريكي بقرع طبول الحرب وإنكار روسيا نيّة الهجوم، يترقّب العالم ما سوف تؤول إليه أوضاع العالم.
هنا يؤكد الدّبلوماسي الروسي والسفير السابق في لبنان ألكسندر زاسبكين أنّ مزاعم أمريكا بالحرب الروسية على أوكرانيا ليست إلّا تهويل وطبول إعلامية فارغة تهدف إلى إحداث شقاق روسي أوكراني لمصلحة الولايات المتّحدة.
وفي مُقابلة مع موقع العهد الإخباري، لفت زاسبكين إلى أنّ أمريكا تُريد من هذه الفتنة توريط روسيا في حرب مع جيرانها بهدف فصلها عن الدّول الأوروبية إذ أنّ الأخيرة تُعتبر من أوائل مصدّري الغاز بين دول القارّة، مشيراً إلى أنّ الرّئيس فلاديمير بوتين يعي حقيقة ما تخطّط له أمريكا.
وتابع زاسبكين أنّ "أمريكا لن تنال مُرادها من ذلك، بالإضافة إلى أنّه لا مصلحة لأوكرانيا بدخول حرب مع روسيا لأنّ رئيسها يعلم علم اليقين أن لا صداقات لأمريكا وأنّها ستتخلّى عن أدواتها إذا تعرّضت مصالحها للخطر"، مشيراً إلى أنّ مجرّد الدّخول في هذه الحرب لن تحقّق إلّا انتصارًا لأمريكا دون الغلبة لأي طرف من المتنازعين.
يتماهى الخبير بالشأن الروسي- الأوكراني الدكتور اسكندر كفوري في هذه الفكرة مع زاسبكين، أنّ الغرض من إحداث هذه الحرب هو إلهاء روسيا بمعارك فارغة من شأنها عزل روسيا عن أوروبا لتسهيل السيطرة الأمريكية على أوكرانيا.
ويبيّن كفوري في مقابلة مع موقعنا أنّه يوجد بين الشّعبين الأوكراني والروسي تاريخ وحضارة وحياة منذ عقود يسعى الأمريكي إلى تغييبها وتقسيم القارة إلى دويلات، مضيفًا أنّ التّأجيج الإعلامي والاستنفار الأوكراني على الحدود هو مخطّط أمريكي مدروس.
وشدّد الخبيران على أنّ هناك تخوّف من القيام بأعمال إرهابيّة من قِبَل الولايات المتّحدة في أوكرانيا من أجل توريط روسيا في أعمال دمويّة واستثمارها لمصلحة واشنطن.