خاص العهد
رسوم جمركية خيالية: الميسورون يحتكرون السيارات والهواتف
لطيفة الحسيني
كيف يبدو وضع أسواق السلع المستوردة اليوم بعد ارتفاع سعر الدولار الجمركي عشرة أضعاف؟ يختلف تأثير الـ15000 ليرة لدولار الرسوم الجمركية بين قطاعات التجارة التي تعتمد حصرًا على إنتاج وصناعة الخارج. بالتوصيف الدقيق، معارض السيارات تُنازع، أمّا الهواتف فتعمل بما تيسّر لها.
استطلاع الأوضاع يقود الى استنتاج يقول إن القدرة الشرائية للمواطن اللبناني حتمًا لن تكون مُشابهة للفترة الماضية. البعض قد يستبدل مركبة آلية بدراجة هوائية بعد تحليق الرسوم الجمركي بالدولار الفرش الى مستويات خيالية، وهناك من سيكتفي بمواصفات متواضعة لهاتفه الذي لن يكون حديثًا أو ذكيًا، بقدر ما يفي بالغرض والاتصال الضروري.
أسعار كارثية للسيارات
نقيب أصحاب معارض السيارات في لبنان وليد فرنسيس يُطلق مُصطلحًا يُعبّر عن حالة القطاع بعد ارتفاع الدولار فيقول لموقع "العهد" الإخباري "نحن أمام إبادة حقيقية.. الأسعار زادت بنحو 12 مرة بعد تعديل سعر الدولار الجمركي رسميًا واحتساب الضريبة على القيمة المضافة".
ويشرح فرنسيس سيناريو الأسعار المتوقّعة كالآتي: "السيارة التي كان رسمها الجمركي 1000$ أصبح اليوم 12000$، والسيارة الوسطى التي كان رسمها الجمركي 2000$ بات 22000$"، ويستطرد "سيارات الـ PICANTO والـNISSAN موديل 2020 التي عادةً تعدّ شعبية زادت رسومها من 2000$ الى حدود 12000$، وسيارات الـCRV ارتفعت رسومها هي الأخرى من 8000$ الى 27000$، أمّا الـRANGE ROVER موديل 2018 ارتفع جمركه من 8000$ الى 22000$، أي يُباع بنحو 85000$".
بناءً على ما تقدّم، يرى فرنسيس أن "الحلّ يكمن في إقرار قانون مقدم الى المجلس الأعلى للجمارك بعدما وُقّع في رئاسة الجمهورية ثمّ حوّل الى مجلس الوزراء بانتظار المصادقة عليه ليصبح ساري المفعول، ما من شأنه تعديل أساس الجمارك الذي يُحدّد الرسم ليرفع بالتالي الحدّ الأدنى لسعر الجمرك بهدف حماية المواطن، ولاسيّما أن السيارة الأقلّ سعرًا اليوم رسمها الجمركي يبلغ في الحدّ الأدنى 95 مليون ليرة".
وإذ يُشير الى أن" السوق اللبناني مليء بالسيارات القديمة،" يتحدّث فرنسيس عن إحدى الطرق التي يلجأ إليها أصحاب المعارض كي لا يدفع رسومها الخيالية، فـ"هناك صعوبة وتكلفة عالية جدًا لـ"جمركة" السيارات المتوقّفة في المرفأ والتي يقدّم من استوردها بدلًا لقاء إبقائها هناك وعدم إدخالها الى السوق"، ويلفت الى أن "بعض أصحاب المعارض انتقل الى مرحلة إعادة تصدير السيارة المستوردة الى دبي لتُباع ولاسيّما السيارات الباهظة"، ويُبيّن هنا أن "هناك سيارات تصل رسومها الجمركية الى ما بين 50 الى 80 ألف دولار ما يعني استحالة تصريفها بهذا السعر في السوق المحلي".
وتفاديًا لمزيد من الخسارة، يعتبر فرنسيس أن "التوقيع على القانون في مجلس الوزراء قد يُشكّل مخرجًا مقبولًا، فيدفع التاجر رسمًا جمركيًا مُخفّضًا أي 15000$ بدلًا من 20000$".
بحسب فرنسيس، 60% من أصحاب المعارض أقفل مصلحته، خاصة أن المشكلة لا تتوقّف عند هذا الحدّ، فكلّ القطاعات المتعلّقة بتجارة السيارات ستتأثّر تلقائيًا بزيادة الأسعار، شركات الشحن، التأمين، "كراجات الحدادة والبويا"، الميكانيك، محال الإطارات.
هواتف الضرورة
الرخاء الذي عرفه البعض على أيّام الـ1500 للدولار سيودّعه مع دولار الـ15000 الجمركي. بعد اليوم، القناعة ستتحكّمان بعملية شراء الهواتف. رئيس نقابة تجار شركات الخليوي علي فتوني يلخّص أحوال القطاع بأنه "سيظلّ يعمل على الرغم من كلّ الظروف والغلاء".
فتوني يلفت الى أن "الهواتف الأعلى سعرًا هي التي ستتأثّر بشكل أكبر بالدولار الجمركي الجديد والضريبة على القيمة المضافة"، ويضيف "الهواتف التي يبلغ سعرها 100$ سيزيد تلقائيًا من 20 الى 30$.
وفق فتوني، هواتف الـ IPHONE PRO 13/14 والـSAMSUNG 2023/22 سيتخطّى سعرها الـ1000$ وقد يصل الى 1400$، لأن رسومها الجمركية في الحدّ الأدنى ستكون 200$.
أمام اللبنانيين محدودي القدرة الشرائية خيار وحيد اذا أرادوا الحصول على هاتف جديد وهو شراء هواتف ذكية صينية بمواصفات جيّدة كـTECNO تلبّي الاحتياجات الضرورية، وهذه لا تتعدّى أسعارها الـ200$، على ما يوضح فتوني.
ويرجّح في الختام أن يضعف الطلب على الهواتف الثمينة، مُلمّحًا الى "وجود معلومات عن ارتفاع إضافي بالدولار الجمركي في شهر شباط تحت عنوان أن دولار السوق السوداء سيشهد مزيدًا من الارتفاع".
الهواتف الذكيةالسياراتالدولار الجمركي