عين على العدو

"معاريف": "إسرائيل" في ورطة.. ولا يمكن التعايش مع توازن الرعب شمالًا
08/05/2024

"معاريف": "إسرائيل" في ورطة.. ولا يمكن التعايش مع توازن الرعب شمالًا

استعادت صحيفة "معاريف" نكسة جيش العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، مع اقتراب ذكرى اندحاره من الشريط الحدودي المحتل في 25 أيار العام 2000. وكتب المراسل العسكري في الصحيفة آفي أشكنازي: "قبل 24 عامًا بالتحديد، وقبل أسابيع من انسحاب قواتنا من الحزام الأمني في جنوب لبنان، شهدت الحدود الشمالية حدثًا خاصًا. في تلك الأيام؛ كان الجيش غارقًا في المستنقع اللبناني، وفي "إسرائيل" تصاعد النقاش والانقسام بشأن قضية خروج الجيش من لبنان، وقادت منظمة "الأمهات الأربع" معسكرًا دعا إلى الخروج الأحادي الجانب من لبنان، وكانت الحجة أنه ليست هناك فائدة أمنية من وجود الجنود في المنطقة الأمنية، وأن عمليات هؤلاء الجنود ليست للدفاع عن "سكان" المستوطنات في الجليل من نيران الصواريخ المسطّحة أو حتّى المنحنية المسار، إنما هي للدفاع عن أنفسهم ومواقعهم ومحاور تنقُّلهم"، بحسب تعبيره.

وأضاف: "في المقابل، عارض الخط المتشدد الانسحاب، بينما قدّم المستوى العسكري الرفيع صورة قاتمة بشأن القدرة على تأمين مستوى عالٍ من الأمن لمستوطنات الشمال إذا تراجع الجيش عن خط الحدود مع لبنان".

أشكنازي أقرّ أنه: "طوال سنوات، نجح (السيد) نصر الله في خلق معادلة وقواعد قتال في الحزام الأمني في لبنان. على سبيل المثال، قرر أن كلّ هجوم للجيش على هدف مدني أو التعرض لغير المتورطين في لبنان سيؤدي إلى إطلاق صواريخ على "كريات شمونة" ومستوطنات الجليل".

وبحسب أشكنازي؛ فإن: "نصر الله الذي رأى الخلافات الداخلية الإسرائيلية، وسمع التصريحات بشأن الخروج القريب من جنوب لبنان، قرر الإفادة من قوته على الساحة الإقليمية. وفي أحد الأيام، وقبل أسابيع من الانسحاب، أصاب الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ منزلًا في جنوب لبنان، كانت حينها الساعة 15:45 بعد الظهر، وكانت "كريات شمونة" تضج بالحياة؛ وبينما الآلاف كانوا في طريقهم إلى عطلة العيد، وكان السوق يعج بالتجار والمتسوقين، تعرضت المنطقة للقصف، من دون تحذير وتقيّد بقواعد اللعبة التي حددها (السيد) نصر الله بنفسه. الإطلاق المكثف للصواريخ على "كريات شمونة" أثار الذعر والهلع. وخلال أيام وأسابيع بعد القصف المفاجئ على "كريات شمونة" الذي أدى إلى إنهاء السنة الدراسية في المدارس، ظلت شوارع المدينة خالية، وبدت وكأنها مدينة أشباح"؛ وفقًا لوصفه.

وتابع: "(السيد) نصر الله نجح، قبل أسابيع من الانسحاب من لبنان، في تغيير ميزان الرعب بين "إسرائيل" وحزب الله، ومنذ ذلك الحين، فحص (السيد) نصر الله أكثر من مرة حدود الردع بين منظمته و"إسرائيل"، فقد خطف الجنود في هار دوف (مزارع شبعا)، والعملية في متسوفا وغيرها. حرب لبنان الثانية غيّرت بحسب شهادة (السيد) نصر الله نفسه المعادلة التي حاول تطويرها والحفاظ عليها".

في سياق متّصل، رأى المراسل العسكري في صحيفة "معاريف" أن الكيان منذ: "حرب لبنان الثانية" فضّل التصرف بما وصفه بـ"الحكمة"، ونقل عن تقارير أجنبية "عملت في مناطق في الشرق الأوسط" زعمها أن الكيان "دمّر مفاعلًا نوويًا من دون أن يتحدث عن ذلك أمام العالم، وهاجم شحنات السلاح لحزب الله من دون أن يتحمّل المسؤولية، واغتال عددًا كبيرًا من ضباط حزب الله، وكلّ ذلك لمنْع حزب الله من العودة إلى خلق توازُن رعب جديد".

وفي ربط للأحداث بين عامي 2000 و2023، أضاف أشكنازي: "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نجح (السيد) نصر الله في إحياء حلمه وخلق معادلة قتالية: قصف النبطية أو البقاع اللبناني سيؤدي إلى إطلاق صواريخ على ميرون، أو قصف منزل في النبطية سيؤدي إلى صلية مؤلفة من 20 أو 30 صاروخًا على "كريات شمونة، أو طائرة من دون طيار على عرب العرامشة، وقصف بعلبك أدى إلى إطلاق طائرة مسيّرة انقضاضية قاتلة على المطلة".

وخلص المراسل الإسرائيلي إلى أن: ""إسرائيل" في ورطة، بالإضافة إلى الحرب التي لا تنتهي على الحدود الشمالية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، نشأ توازن رعب جديد لا تستطيع "إسرائيل" التعايش معه ولو لساعة واحدة، أي حلّ في الشمال يتطلّب من صنّاع القرار في "إسرائيل" العمل على تفكيك توازن الرعب هذا".

إقرأ المزيد في: عين على العدو