اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: info@alahednews.com.lb
00961555712

المقال التالي "أبجدية القداسة": ديوان وفاء من "الشاعر الجميل" للشهيد الأسمى

لبنان

لبنان

عز الدين: العدوان مستمر والمقاومة ثابتة على نهجها وصمودها ‏

208

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أنّ حزب الله اتخذ قرار المشاركة في دعم الشعب الفلسطيني، ‏نصرةً لهم ولقضيتهم، ودفاعًا عن الوطن، فعندما رأت قيادة حزب الله أن إسناد أهل غزّة في معركتهم واجبٌ وضرورة، ‏أدركت أن من مسؤوليتها الوقوف إلى جانبهم والمشاركة في دعمهم.‏

وخلال الحفل التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد مفقود الأثر حسين محمد مطوط في ‏بلدة الغازية، بمشاركة شخصيات وفعاليات وحشد من الأهالي، أوضح عز الدين أنّ دعم حزب الله لغزّة هو انتصارٌ للمظلوم الذي يدافع عن أرضه، وفي الوقت نفسه هو دفاعٌ استباقيّ عن ‏لبنان، لأنّ هذا العدوّ لو تُرك لينتصر على غزّة وأهلها، لكان هدفه التالي والأخطر هو لبنان.‏

وأشار عز الدين إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن واعترف بأنّه بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من ‏تاريخ 17 أيلول –أي في بداية تشرين الثاني– كان سيبدأ حربه الواسعة على لبنان، موضحًا أنّ تفجير "البايجر" كان ‏سيقع أثناء هجوم جيش العدوّ برًّا، أي أنّ المجاهدين الذين استُهدفوا بذلك التفجير كانوا سيكونون على الجبهة في حالة ‏جهوزية، وأكثرهم من القادة الميدانيين والمجاهدين والاستشهاديين. وأضاف أنّه لو خيضت تلك المعركة حينها ونجح ‏ذلك التفجير، فلا أحد يعلم إلى أيّ مدى كان نتنياهو سيتمادى في عدوانه.‏

ومن هنا، رأى عز الدين أنّ ما جرى كافٍ للردّ على كلّ من يدّعي أو يضلّل الرأي العام بالقول إنّ حزب الله لو لم ‏يشارك لكان وفّر على لبنان الخسائر، مؤكدًا أنّ المقاومة لم تقاتل عبثًا، بل انطلاقًا من واجبٍ وطنيٍّ وشرعيٍّ وأخلاقيٍّ ‏وإنسانيٍّ تجاه فلسطين، وإسنادًا لأهل غزّة، ودفاعًا استباقيًّا عن لبنان وأرضه وثرواته وكرامته وعزّته.‏

ولفت إلى أنّ وتيرة الاعتداءات "الإسرائيلية" المتصاعدة تؤكد أنّ العدوّ لم يلتزم بوقف إطلاق النار ولا بوقف عملياته ‏العدائية، ولم يُعر أيّ اهتمام للجنة التي يرأسها الأميركيّ ومعه الفرنسيّ، ولا لأيّ ميثاق أو عهد أو اتفاق أو تفاهم يوقّعه ‏مع الآخرين.‏

وبيّن أنّ الاتفاق النووي الذي كان بإشراف خمس دول كبرى – لها حقّ الفيتو في مجلس الأمن– إضافة إلى دولةٍ ‏أخرى، قد ألغاه ترامب بقرارٍ فرديّ، ما يثبت أنّ الإدارة الأميركية لا تحترم المواثيق الدولية ولا الاتفاقات الموقّعة.‏

وتابع عز الدين أنّ وتيرة الاعتداءات تتزايد من جديد، والهدف منها واضح وصريح، فالعدو الصهيوني ليس ‏شريكًا للأميركي، بل الأميركي هو من يخطّط ويبرمج ويحدّد الأهداف، ويأمر "الإسرائيلي" بالتنفيذ، والدليل على ذلك أنّ ‏الحرب في غزّة توقّفت حين قرّر ترامب ذلك.‏

وأشار إلى أن الضغوطات الميدانية والغارات الجوية سواء في البقاع أو في الجنوب اتّسعت لتشمل أهدافًا مدنية ‏واقتصادية بعد أن استُنزفت الأهداف العسكرية، وذلك بهدف الضغط على المجتمع والشعب اللبناني ليبتعد عن المقاومة.‏

وأضاف أنّ العدو يسعى من وراء ذلك إلى منع إعادة الإعمار والبناء، سواء في القرى المقاومة أو المناطق التي أصابها ‏العدوان، في محاولةٍ لإضعاف الإرادة وإشاعة الخوف والقلق، إلا أنّ أبناء هذه الأرض ما زالوا مستعدّين للصمود ‏والتضحية وإعادة البناء بكلّ ما يستطيعون، رغم الضغوط العسكرية والسياسية والإعلامية التي تُمارس عليهم، ورغم ‏الحملات الممنهجة التي تستهدف معنويات الناس بغية انهيارهم من الداخل، ليسهل على العدوّ تحقيق أهدافه.‏

وشدد عز الدين على أنّ ممارسات العدوّ، مهما تصاعدت في المستقبل، لن تؤثّر على قرار حزب الله ولا على قرار ‏المقاومة في الصمود والثبات والتجذّر في هذه الأرض، لأنّها أرض الآباء والأجداد، فيها الذاكرة والتراث، وجبل عامل ‏كان على الدوام عصيًّا على الاستعمار والذلّ والهوان.‏

وأعرب عن أسفه لوجود بعض اللبنانيين الذين يشاركون في الحملة الإعلامية والسياسية ضدّ المقاومة، إمّا عن جهلٍ أو ‏عن عمدٍ وسابق تصوّرٍ وتصميم، متخذين مواقف تتماهى مع مواقف العدوّ، في حين أنّ الواجب الوطني يقتضي أن ‏يتوحّد اللبنانيون في وجه أيّ عدوان خارجيّ.‏

وختم عز الدين مؤكدًا أنّه في الدول التي تتعرّض لاحتلالٍ أو عدوان، يتوحّد أبناء الوطن رغم اختلافاتهم السياسية في ‏مواجهة العدوّ، لكنّ لبنان ما زال يفتقد الحسّ الوطني الجامع، مما يجعله خاصرةً رخوة لأطماع الأعداء، داعيًا إلى ‏الوعي والوحدة والثبات في مواجهة كلّ تهديد يستهدف الوطن والمقاومة.‏

استقبال وفد من فعاليات صور

في سياق آخر، تطرّق عز الدين إلى مجموعة من المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، فقال "إنّ مشروع المقاومة اليوم، من الجمهورية الإسلامية إلى لبنان وفلسطين واليمن والعراق، يشكّل رأس حربة الاستعصاء أمام استكمال أميركا لمشروعها في الهيمنة والسيطرة ونهب مقدّرات المنطقة. وفي كل هذا المناخ الذي نعيشه اليوم على مستوى المنطقة، لا يستطيع الأميركي أن يقول إنه يُحكم سيطرته على بلادنا، لأنه طالما أن المعركة في سورية لم تُحسم بعد، ولم يتبلور النظام الذي سيحكم وكيف سيحكم، ولم يُحسم ما إذا كانت سورية ستتجه نحو الفيدرالية أو ستبقى دولة واحدة، فإنّ الصورة لا تزال غير مكتملة. وكذلك الحال في غزة، فبعد سنتين من معركة طوفان الأقصى، ورغم كل الدمار والمجازر، لا يستطيع نتنياهو (رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو) أن يقول إنه انتصر على حماس، أو إنه سحقها، أو أطلق الأسرى من دون تفاوض، أو هجّر الفلسطينيين إلى خارج غزة".

وخلال استقباله في مكتبه في صور وفدًا من فعاليات المدينة وأهاليها، كانت مناسبة للاطلاع على أوضاعها والتباحث في مجموعة من القضايا المتعلقة بها، أضاف عز الدين: "وفي لبنان أيضًا، رغم الضربة الكبيرة التي وُجّهت إلى حزب الله على مستوى القيادة والعسكر والكوادر الميدانية والبيئة، ودفعه أثمانًا باهظة، إلا أنه لا أحد يستطيع اليوم أن يقول إن المقاومة انتهت أو سُحقت أو لم تعد قادرة على النهوض، بل على العكس، فقد استعادت المقاومة عافيتها وتمكّنت من إعادة هيكلة بنيتها، وعوّضت عن القيادات العليا والوسطى والميدانية والعادية، وإن كانت تمرّ بظرف سياسي صعب اليوم يمنعها من إبراز حركتها ودورها كما في السابق، إلا أن هذا الظرف ليس دائمًا أو مستمرًا".

وتابع: الأميركي يعتبر اليوم أن عدوه الأساسي والاستراتيجي هو الجمهورية الإسلامية في إيران، التي تُشكّل الحاضن والرافد لتغذية حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وغيرها، لذلك وصفها المبعوث الأميركي إيهود باراك بأنها "رأس الأفعى"، وأنهم يريدون قطع هذا الرأس تحت ذرائع مختلفة، منها ذريعة السلاح والبرنامج النووي، وقد حاول الأميركي بنفسه الدخول في معركة حسم هذا الملف، لكنه لم يتمكّن، بل اضطر إلى طلب وقف إطلاق النار مع إيران، وكذلك "الإسرائيلي" في تلك المرحلة".

وأشار عز الدين إلى أنه طالما لم يحقق الأميركي و"الإسرائيلي" نصرًا حاسمًا ونهائيًا في المنطقة، فإنهما يبقيان في حالة توتر واستعداد دائم لأي متغير قد يبدّل المعادلة في المستقبل القريب أو البعيد، وأن هناك نظرية عسكرية تقول إن نصف الانتصار يقابله نصف هزيمة، أي إن الانتصار غير الحاسم قد يتحوّل إلى هزيمة، كما أن نصف الهزيمة قد تتحوّل إلى انتصار، فالضغوط اليوم تُمارَس علينا لأنهم يدركون تمامًا أن العقبة الكبرى أمام تمدّدهم وسيطرتهم الكاملة على المنطقة وثرواتها وأنظمتها وشعوبها وخيراتها هي هذا المحور الذي تمثّله إيران واليمن والمقاومة في لبنان وفلسطين.

وختم عز الدين: "لأجل كل هذا هم يضغطون وسيرفعون من وتيرة ضغوطاتهم في المرحلة القادمة، لكن مهما حاولوا بالضغوط الإعلامية والتنظيمية والسياسية والاغتيالات، فإنهم لن يصلوا إلى أهدافهم التي يريدونها".

الكلمات المفتاحية
مشاركة