لبنان
ترسيم الحدود يفجّر الخلافات بين قادة العدو.. ورحلة موت شمالًا
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على ترقب ما ستُفضي إليه "الوساطة" الأميركية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان العدو. ومع أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الموفد الأميركي عاموس هوكشتين في نيويورك تحدثوا عن قرب التوصل الى اتفاق، لمّحت مصادر سياسية بارزة، بكثير من الحذر إلى إمكان أن تشهد الأيام المقبلة بوادر لتعقيدات جديدة، إذ لا يُمكِن الركون إلى مجرد تصريحات قبلَ بلورة الاتفاق بصورة كاملة.
ولفتت الصحف إلى الخبر الفاجع الذي صدم اللبنانيّين أمس بغرق زورق من زوارق الموت التي تنقل هاربين من الفقر والجوع، عبر البحر من طرابلس نحو أوروبا، ما أدى إلى وفاة 33 من ركابه، وفقًا للمصادر السورية التي تولت أعمال الانقاذ قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، وأعلنت عن إنقاذ 16 ناجياً من الغرق، وعن مواصلة أعمال الإنقاذ لانتشال جثث الضحايا وإنقاذ المزيد من الناجين.
الأخبار| عون يهدّد: جاهز لتوقيع مرسوم إقالة الحكومة الحالية وإنهاء دورها | أيام حرجة في الطريق إلى الترسيم
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه غلبَ الترقب بانتظار ما ستُفضي إليه "الوساطة" الأميركية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان العدو. ومع أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الموفد الأميركي عاموس هوكشتين في نيويورك تحدثوا عن قرب التوصل الى اتفاق، لمّحت مصادر سياسية بارزة، بكثير من الحذر إلى إمكان أن تشهد الأيام المقبلة بوادر لتعقيدات جديدة، إذ لا يُمكِن الركون إلى مجرد تصريحات قبلَ بلورة الاتفاق بصورة كاملة. وقالت المصادر إننا «أمام أيام حرجة في السعي إلى تفاهم أفضل الممكن مع هذا العدو»، وخاصة أن المعلومات التي ترِد «لا تزال تنطوي على تناقضات»، بينَ «ما وافقت عليه "إسرائيل" وهي نقاط كثيرة؛ بدءاً من الإقرار الإسرائيلي بأن الخط 23 وكل ما يقع شماله ملك للبنان، بالإضافة إلى حقل قانا بما في ذلك المساحة التي تمتدّ 28 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي الفلسطينية حيث يوجد الخزان الجوفي» وبينَ ما تزال تُصرّ عليه «إسرائيل» بالنسبة إلى «المنطقة الآمنة الواقعة شمال الخط 23»، متسائلة إن «كانَ هناك إقرار إسرائيلي بأن هذه المساحة هي لبنانية، فلماذا تكون تحت وصاية دولية أو خاضعة لترتيبات أمنية»، معتبرة أن «هذا التفصيل قد يعطل باقي الاتفاقات».
وأشارت المصادر إلى بعض الاقتراحات المتداولة، ومنها:
- أن يجري إهمال هذا البند على قاعدة أن لا تأثير له على أصل حسم موضوع الترسيم والحقوق والتنقيب، لكن ذلك يعني بقاء هذه المنطقة تحتَ الاحتلال الإسرائيلي.
- أن يلتزم العدو الإسرائيلي بإخلاء هذه المنطقة باعتبارها تابعة للبنان، الذي لن يمانِع أن تكون تحتَ سلطة الأمم المتحدة إلى حين الاتفاق على ترسيم حدودي كامل.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية بارزة عن «أفكار مستغربة لا تزال تطرحها جهات لبنانية ومن غير المعروف إن كانت لها منطلقات رسمية»، قائلة إن «هوكشتين سمِع من أحد المسؤولين اللبنانيين البارزين فكرة SWAP بحرية تقضي بإعطاء لبنان مساحات إضافية جنوب الخط 23 مقابل ما يحكى عن المنطقة الآمنة شمال الخط، لكن سرعان ما سُحبَت الفكرة من التداول بعد تلقي المسؤول نفسه فيتو حاسماً من بيروت». مع الإشارة الى أن المباحثات التي جرت في أميركا عكست خلافات لم تكُن قائمة على صعيد الموقف اللبناني، وقد باتت هناك شكوك جدية تجاه ما يقوم به الرئيس نجيب ميقاتي الذي يسعى أو لا يُمانع بترك المفاوضات مفتوحة رغبة منه في جعل الملف ورقة للابتزاز في ملف تشكيل الحكومة، أو تركه إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون على قاعدة تجميد البحث إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية».
وفيما كانَ لافتاً أن الحملة داخل كيان العدو ضد ملف الترسيم استعرت بينَ حكومة يائير لابيد والمعارضة على وقع مؤشرات تفيد بأن الحكومة تسير نحو توقيع الاتفاق، تحت ضغط أميركي – أوروبي، برز أمس موقف لكتلة «الوفاء للمقاومة» رأت فيه أن «الكثير مما ينشر حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية لا يُعبّر عن الوقائع، وبحاجة إلى توضيح»، مشيرة إلى أن «مقاربة أي موقف تجاه عملية ترسيم الحدود البحرية تحتاج إلى دقة بالغة نظراً إلى حساسيتها، وخصوصاً أن الكثير مما يُنشر ويتداول لا يُعبّر بوضوح عن الوقائع ولا عن الاتجاهات، والمعطيات الحقيقية تستلزم مزيداً من الاستيضاحات».
مصير الحكومة
من جهة ثانية، لا يزال قرار حسم تشكيل حكومة جديدة ينتظر عودة ميقاتي خلال يومين. لكن التضارب في المعطيات حول التفاهم على الحكومة الجديده لا يزال قائماً. وقد استقرت المعلومات أمس عند «إمكانية عدم إدخال تعديلات على الحكومة باستثناء وزير المهجرين الذي سيتشاور عون مع رئيس الحزب الديموقراطي الوزير السابق طلال أرسلان في شأن الاسم الذي سيحلّ محل الوزير عصام شرف الدين»، لكن المؤكد أنه «لن يكون الوزير السابق صالح الغريب»، علماً أن حزب الله حاول عقد مصالحة بينَ ميقاتي وشرف الدين يقضي بأن «يزور وزير المهجرين رئيس الحكومة ويخرج من عنده ثم يعقِد مؤتمراً صحافياً يعبّر فيه عن احترامه لميقاتي، في سبيل حل الخلاف، ما يسمح بإعادة تعويم الحكومة من دون أي تعديل فيها».
SWAP «بحرية» فكرة طُرحت في نيويورك ثم سُحبت من التداول
وبما أن هذه الفكرة لم تجِد طريقاً لها، تردد أن رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل اقترح تعيين طارق الداود، على قاعدة أن رئيس الجمهورية هو من يُسمّي البديل لا أحد آخر. وفي حال تقرّر توسيع دائرة التغيير، فإن نقاشاً يدور حول أن يعطى لميقاتي حق تسمية الوزير السني البديل من وزير الاقتصاد أمين سلام، مقابل تخلّيه عن مقعد مسيحي يخصّه لمصلحة عون.
تهديد عون
وقالت مصادر الأخير إنه «في حال إصرار خصوم عون، وتحديداً ميقاتي والرئيس نبيه بري، على المماطلة فسوف يتصدّى لهم حتى اليوم الأخير من ولايته». وأوضحت أنه في حال عدم تشكيل الحكومة سيعمَد عون قبل يوم من نهاية ولايته إلى إصدار مرسوم بقبول استقالة الحكومة (وهو مرسوم يصدر عادة يوم صدور مرسوم تأليف الحكومة الجديدة)، لكنه سيصدره من دون تشكيل حكومة جديدة. وفي هذه الحالة، تصبح حكومة ميقاتي الحالية غير مكلفة بتصريف الأعمال، وبالتالي تفقد شرعيتها ولا يحقّ لأي وزير فيها القيام بأي عمل في وزارته، ما يعني تعطيل السلطة التنفيذية بصورة تامة، وإجبار هؤلاء على الإتيان إلى عون لتشكيل حكومة يوافق عليها هو، فيوقّع مرسوم تأليفها.
البناء| زوارق الموت تخطف مجدداً... وفرنجية: السباق الرئاسيّ مفتوح على البارد
من جهتها صحيفة "البناء" لفتت إلى أنَّ سخونة المفاوضات الدائرة في نيويورك وواشنطن حول ترسيم الحدود البحرية تجذب اهتمام السياسة والإعلام والرأي العام، في ضوء المواقف الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين من جهة، ومن المسؤولين الإسرائيليين بالمقابل، ويشيع أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق نهائي، وجاء كلام الناطق بلسان الخارجية الأميركية تيد برايس ليضيف المزيد من التفاؤل بإعلانه «أننا أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».
مقابل هذا التفاؤل تلقى اللبنانيّون صدمة سلبية بنبأ غرق زورق من زوارق الموت التي تنقل هاربين من الفقر والجوع، عبر البحر من طرابلس نحو أوروبا، ما أدى إلى وفاة 33 من ركابه، وفقا للمصادر السورية التي تولت أعمال الانقاذ قبالة سواحل مدينة طرطوس السورية، وأعلنت عن إنقاذ 16 ناجياً من الغرق، وعن مواصلة أعمال الإنقاذ لانتشال جثث الضحايا وإنقاذ المزيد من الناجين.
وفي متابعة الاستحقاق الرئاسي أطل المرشح الرئاسي الأبرز الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية في حوار تلفزيوني ضمن برنامج صار الوقت على شاشة أم تي في، مؤكداً اهتمامه بمتابعة الاستحقاق الرئاسي من موقع دراسة فرص الترشيح الجدي، التي يراها جيدة، قياسا بالمرة السابقة، ويرى أن معطياته الخارجية والداخلية تجعله في صدارة السباق، لكن الناخبين الكبار لم يحسموا خياراتهم بعد والسباق لا يزال بارداً، والقرار النهائي سيبنى على المعطيات والوقائع، وفرصة الفوز بالأغلبية اللازمة للوصول الى الرئاسة من جهة، وبالقدرة على الإنجاز في حال الوصول من جهة مقابلة، وعن مشروعه الرئاسي شدد فرنجية على إعطائه الأولوية لتوحيد القوى اللبنانية وراء مشتركات يتصدّرها الهم الاقتصادي، وبالتوازي توفير آليات التمكن من الإدارة الهادئة للقضايا الخلافية، معتبراً إيمانه بعروبة لبنان وتمسكه بالمقاومة يصبان في خدمة المصلحة الوطنية اللبنانية.
وفيما جُمِّدت الملفات والاستحقاقات الداخلية لا سيما عملية تأليف الحكومة واتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حتى عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خطفت الأضواء اللقاءات والمباحثات المكثفة التي عقدها ميقاتي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأشّرت لقاءات نيويورك لجهة كمّها ونوعها ومستواها، الى أن لبنان لا يزال حاضراً في الأجندة الدولية وتعزز الاهتمام الغربي بلبنان بعدما شارف اتفاق ترسيم الحدود على التوقيع في ظل الأجواء الإيجابية التي سيطرت على مشهد الترسيم، لكون لبنان سيتحول الى محط جذب دولي واقليمي وللشركات الأجنبية للاستثمار في القطاع النفطي تنقيباً وحفراً واستخراجاً واستيراداً.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة على الحركة الغربية تجاه لبنان لـ»البناء» الى قرار دولي وتحديداً أميركي – أوروبي بالحفاظ على حد مقبول من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لافتة الى أن لا مصلحة للقوى الغربية بسقوط النظام اللبناني الحالي الذي لا بديل له في المرحلة الحالية ولا يزال يوفر الحد الأدنى من الاستقرار الأمني، كما لا مصلحة للغرب بذهاب لبنان الى فوضى أمنية قد تدفع الى الحرب الأهلية وبالتالي تدهور الوضع الأمني والعسكري على الحدود الجنوبية، ما سيعرقل توقيع اتفاق ترسيم الحدود. وتوضح المصادر الى أن «القوى الغربية تحتاج الى حالة الاستقرار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للسماح لـ»إسرائيل» باستخراج الغاز من كاريش وتصديره الى أوروبا وسط توقعات بتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا في فصل الشتاء المقبل. ولذلك تعتقد المصادر أن من مصلحة الأميركيين والأوروبيين تعزيز وجود الدولة في لبنان عبر دعم جهود ميقاتي بتأليف حكومة جديدة والسماح للشركات الأجنبية باستخراج الغاز والنفط في البلوكات اللبنانية وفتح نافذة للانفراج الاقتصادي على لبنان من بوابة الترسيم وصندوق النقد الدولي».
وكان ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية اجتمعوا لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.
وشددت على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والاقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ولفتت أوساط حزبية محسوبة على السعودية لـ»البناء»، إلى أن «السعودية تضع مبادئ عامة للعلاقة مع لبنان وتحدّد سياساتها على أساسها، فهي دولة رعت نهاية الحرب اللبنانية واتفاق الطائف ومعنيّة بمساعدة اللبنانيين، وكذلك باحترام المواعيد الدستورية للاستحقاقات ورفض تعطيل قوى الأمر الواقع، وتريد رئيساً يقدّم مصالح الدولة اللبنانيّة على المصالح الفئويّة وأن يُحسن مكافحة الفساد ويحترم الطائف والدولة لا الدويلة ومكافحة الفساد لا إدارة الفساد وأن لا يكون لبنان منطلقاً للتهجم على الدول العربيّة ومنصة لتهديد أمنها القومي والاجتماعي، وفي حال احترمت هذه المبادئ ستدعم السعودية لبنان على كافة الصعد».
وكان ميقاتي أكد «التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية، وتعهّد في كلمة ألقاها على منبر الأمم المتحدّة «باتخاذ التدابير الإصلاحيّة»، قائلاً «لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المسّ به». ولفت ميقاتي إلى أنّ «أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان»، موضحاً أنّ «الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سورية في سياق خريطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية».
على صعيد ملف ترسيم الحدود، علمت «البناء» أن المحادثات التي أجراها المسؤولون اللبنانيون مع المسؤولين الأميركيين لا سيما وزير الخارجية الأميركي والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين كانت إيجابية وأظهرت تقدماً حثيثاً على صعيد انهاء الاتفاق، على أن يتظهر المشهد الحدودي بعد عودة ميقاتي والوفد اللبناني الى بيروت والزيارة المرتقبة للموفد الأميركي الى لبنان لتثبيت النقاط المتفق عليها مؤخراً لا سيما الجانب الأمني.
وعلمت «البناء» أن الأميركيين نقلوا للمسؤولين اللبنانيين في اجتماعات نيويورك هواجس ومطالب إسرائيلية بضمانات أمنية على الحدود إزاء نية حزب الله بتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد «إسرائيل».
وأمس برز المتحدث باسم الخارجية الأميركية يد برايس، بقوله «أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».
ولفت، في حديث لقناة «الحرة» حول التقارير التي تحدّثت عن أن إيران ستقدم آلاف الأطنان من النفط للبنان إلى أنه «لا يزال نظام عقوباتنا ضد إيران ساري المفعول، لكننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لنكون شريكاً لشعب لبنان ونساعده في توفير ما يحتاج إليه». وتخوفت مصادر محلية عبر «البناء» من محاولات أميركية لقطع الطريق على هبة الفيول الإيراني خوفاً من صرف هذه المساعدة الكهربائية على الصعيد السياسي، متوقعة أن تعيد واشنطن إحياء خط الغاز والنفط العربي وتطلق المزيد من الوعود الوهمية لإقناع المسؤولين اللبنانيين برفض الهبة الإيرانية.
وإذ توقعت مصادر سياسية لـ»البناء» أن تنسحب الأجواء الإيجابية في الحكومة والترسيم على استحقاق رئاسة الجمهورية ويتوج بانتخاب رئيس يعبّر عن تسوية دولية – إقليمية – داخلية، ولو تأخر انتخابه بضعة أشهر، علمت «البناء» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس بعد الانتهاء من إقرار الموازنة، وستجري جوجلة لمواقف القوى السياسية والكتل النيابية وسيقرّر توقيت الجلسة التي قد تكون في الأسبوع الأول من الشهر المقبل أو قبل منتصفه بأبعد تقدير.
وإذ لم تكتمل خريطة المرشحين للرئاسة ولا مواقف الكتل النيابية، أطلق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سلسلة مواقف حملت في طياتها مشروعه الرئاسي محدداً مواقفه من مختلف الملفات والاستحقاقات، مؤكداً تفاؤله رئاسياً بحظوظه أكثر من المرة الماضية رغم أن الظرف قد لا يوحي بذلك.
وقال في حوار تلفزيوني: «لا وعد لأحد اليوم من قبل حزب الله إنما براغماتية في التعامل وفريق الثامن من آذار سيذهب بمرشح واحد الى جلسة انتخاب الرئيس».
واضاف: «أريد أن أكون رئيساً وحدويّاً ويجمع البلد لا رئيساً كيدياً، فلبنان اليوم في مرحلة استثنائية وفي حرب اقتصادية تدميريّة وبوضع أسوأ من مرحلة ما بعد الحرب الأهلية». واشار الى ان «البطريرك الراعي ليس ضدّ أي شخصية مطروحة لرئاسة الجمهورية ونحن متفاهمون معه وإذا انتُخبت رئيساً «بيكون مبسوط مش زعلان»، وأنا لبناني عربي ماروني مسيحي ولست سورياً، انا عروبي، وانا ملتزم بالطائف من اول يوم».
واضاف: «لم أكن يوماً وسطياً لكنني رجل حوار ومنفتح ومن واجبي في حال وصلت إلى سدّة المسؤولية أن أُشرك الجميع ليتحمّل كلّ أحد مسؤوليته وأنا ملتزم بالطائف وبالقرارات الدولية ومع اتفاق مع صندوق النقد شرط أن يحصل بعد التسويات.
وعن الحياد قال: «بدنا الحياد والحياد لا يعني معاداة سورية ولا السعودية ولا الغرب»، وانا لست مرشح حزب الله ولكن حزب الله يرتاح لي لأنني لا اطعنه في الظهر. ولا اسلّم لبنان لحزب الله، اما سلاح حزب الله فيحتاج الى ظروف اقليمية وداخلية ودولية للبتّ به والا فالبديل ماذا؟ الحرب؟». وأضاف: «السلاح موجود اليوم والحرب لا تحلّه».
وأكد أنني «لا أريد الدخول بالمحاور إنما بالمحور اللبناني فقط ولا يمكن وصول رئيس للجمهورية من دون موافقة ثنائي «أمل» و»حزب الله» وأنا لا أقبل بشتم السعودية والدول العربية كما لا أقبل بشتم أي دولة صديقة كإيران وسورية».
في المقابل لفتت أوساط في القوات اللبنانية لـ»البناء» الى أن «لا جدوى من تأليف حكومة في نهاية العهد، بل يجب التركيز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد انتاج السلطة من جديد.. تأليف حكومة جديدة وفي ضوء ذلك تقرر القوات الدخول بمرحلة جديدة، لذلك لن نشارك في حكومة في نهاية العهد وأولويتنا انتخاب رئيس».
وشدّدت الأوساط أننا «سنرى شخصية الرئيس المقبل وتطابق مشروعه مع العنوانين الأساسيين اللذين طرحناهما: سيادي واصلاحي، ونرى طبيعة المرحلة الجديدة ونقرر المشاركة في الحكومة المقبلة من عدمها».
وأعلن السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، أن «روسيا أكدت مراراً وتكراراً استعدادها لتزويد لبنان بالنفط والحبوب، والمفاوضات بهذا الشأن. ولفت روداكوف الى ان روسيا تدرس امكانية تقديم المساعدات الانسانية للشعب اللبناني. كاشفاً أن روسيا مدت الشعب اللبناني بـ 420 طناً من زيت دوار الشمس عبر البرنامج الغذائي العالمي وسيتم الإعلان لاحقاً عن عملية التوزيع، معلنا أن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف سيزور لبنان عندما تسنح له الفرصة، بهدف العمل على مساعدة الشعب اللبناني وإخراجه من قاع الهاوية».
على مقلب آخر، وفي كارثة مأساوية، غرق أمس قارب على متنه نحو 170 شخصاً قبالة ساحل جزيرة أرواد السورية قرب مدينة طرطوس، كان يبحر من شمال لبنان نحو قبرص.
وأعلن مدير عام الموانئ البحرية العميد سامر قبرصلي، في حديث لإذاعة «شام إف إم» السورية، عن «ارتفاع حصيلة ضحايا الزورق الغارق في طرطوس إلى 34 شخصًا، وإنقاذ 14 آخرين، كحصيلة غير نهائية، مع استمرار عمليات البحث».
وكشف أنّه «توقفت عمليات الإنقاذ قبل قليل نتيجة الأمواج العالية ما يشكل خطراً على فرق الإنقاذ، ولكن المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع»، مشيرًا إلى أنه «لم يتم إبلاغنا بفقدان القارب من قبل الجانب اللبناني، وإنما جرت اتصالات بين وزارتي النقل السورية واللبنانية بعد حادثة اليوم».
وأكّد قبرصلي، أنه «بحسب بعض الناجين فإن الزورق غادر من شاطئ المنية في لبنان يوم الثلاثاء، وعلى متنه 120 – 150 شخصاً».
وأعلن وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية أن وزير النقل السوري المهندس زهير خزيم، أبلغه بأن حوامة روسية قامت بعمليات مسح لمكان غرق الزورق، مؤكداً أن سورية ستتابع العمل بحثاً عن الناجين لإنقاذهم وانتشال الضحايا أيضاً.
النهار| "دول الرعاية الثلاث": الطائف ورئيس يوحّد
بدورها كتبت صحيفة "النهار": ترصد الأوساط المعنية الأيام القليلة المقبلة لمعاينة المعطيات غير المعلنة للتحركات الديبلوماسية الكثيفة التي جرت في نيويورك حيال الاستحقاقات اللبنانية تزامنا مع مشاركة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في افتتاح اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي كان للاستحقاق الرئاسي منها الحيز الأساسي سواء في المحادثات المغلقة ام في البيانات العلنية التي كان ابرزها البيان الأميركي – الفرنسي – السعودي المشترك الذي صدر اول من امس. وتبعا لهذه “المظلة” الدولية الثلاثية التي تشكلت للدفع بنحو ملموس لاتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية يتوقع ان تتصاعد وتيرة التحركات السياسية والنيابية المتصلة بالسعي الى بلورة الترشيحات الرئاسية الجادة ولو ان هاجس الشغور الرئاسي لا يزال يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا من معظم القوى الداخلية .
ومع ذلك فان تصاعد وتيرة اطلاق مواقف خارجية ودولية حيال الاستحقاق بدات تحدث اثرا معاكسا وهو اثر مماثل للموجة الديبلوماسية الخارجية الواسعة التي اطلقت عشية الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار الماضي ولعبت دورا مؤثرا في انجاز الاستحقاق النيابي. وتقول الأوساط المعنية ان الأسبوع المقبل سيشكل محطة أساسية في بلورة الاتجاهات لثلاثة استحقاقات أساسية متزامنة وتضع البلاد تحت وطأة تأثيراتها دفعة واحدة وهي: بت مصير الملف الحكومي بعد عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك واستكمال جلسة إقرار الموازنة الاثنين المقبل. وجلاء مصير مبادرة “النواب التغييريين” في جولتهم الثانية على الكتل النيابية لاستمزاج الجميع حيال مجموعة أسماء لمرشحين للرئاسة. وبلوغ ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل" المرحلة ما قبل النهائية في بته في ظل توقع ان يرسل المبعوث الأميركي في ملف الترسيم البحري عايموس هوكشتاين النسخة النهائية لتصور اتفاق الترسيم الى لبنان وإسرائيل في الأيام القليلة المقبلة .
البيان الثلاثي
وتبعا لذلك تتبعت القوى والاوساط المحلية باهتمام البيان الثلاثي الذي صدر باسم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والذي يمكن تسليط الأضواء على ثلاث نقاط أساسية طبعت توجهاته وتكتسب دلالات بارزة . فالبيان شدد أولا على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. ثم شدد ثانيا ، وهنا الأهم ، على تحديد مواصفات معينة للرئيس المنتخب بحيث “يمكنه توحيد الشعب اللبناني ” وهي نقطة لافتة في موقف مشترك للدول الثلاث. واما النقطة البارزة الثالثة فتمثلت في عدم اهمال البيان التشديد على احترام الطائف الذي عاد يتصدر بشكل لافت أخيرا الادبيات الديبلوماسية والدولية حيال لبنان. وجاء في البيان الثلاثي: “اجتمع يوم الأربعاء 21 / 9 / 2022 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ممثلون من الولايات المتحدة الأميركية ، والجمهورية الفرنسية، والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الملف اللبناني، وقد صدر البيان التالي عن وزراء خارجية هذه الدول الثلاث:
عبر الوزراء عن دعم بلادهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ومع استعداد البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، شدد الوزراء على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وفق الدستور اللبناني، وانتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية. ودعا الوزراء إلى تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية اللازمة لمعالجة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحديداً الإصلاحات الضرورية للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
كما عبر الوزراء عن استعدادهم للعمل المشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإصلاحات الأساسية التي تعد حاسمة لمستقبل الاستقرار والازدهار والأمن في لبنان. كما أكدوا على دور القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي اللبناني المسؤولَين عن حفظ سيادة لبنان واستقراره، مع أهمية استمرارهما بالقيام بدور أساسي في حماية الشعب اللبناني في ظل أزمة غير مسبوقة.
وأكد الوزراء ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن (1559) و (1701) و (1680)، (2650) والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك تلك الصادرة من جامعة الدول العربية، والالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان”.
ولوحظ ان السفير السعودي في لبنان وليد بخاري سارع الى التعليق على البيان فكتب عبر حسابه على “تويتر”: “بيان مُشترك “سعودي -أميركي – فرنسي ” رسالتهُ: إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان”. واعتبر ذلك انعكاسا لتبني بيان الدول الثلاث الموقف السعودي من الواقع اللبناني ولا سيما لجهة التشديد على التزام القرارات الدولية واتفاق الطائف .
اما في ملف الترسيم فاوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، أحرز تقدما في تضييق الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وأضاف “نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الطرفين لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري”. وحول إمكان تقديم إيران النفط إلى لبنان، قال برايس: “لا يزال نظام العقوبات ضد إيران ساري المفعول لكننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لنكون شريكا لشعب لبنان ونساعد في تزويده بما يحتاجون إليه”. وقال “حان الوقت الآن لتجاوز المأزق السياسي في لبنان الذي أدى إلى تفاقم التحديات طويلة الأمد التي جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للشعب اللبناني”.
ميقاتي
ولاقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة لبنان امام الأمم المتحدة هذا الاتجاه فاكد “التزام لبنان بالقرارات والمواثيق الدولية”، شاكراً لقوات “اليونيفيل” “جهدها لضمان الاستقرار في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني”. وتعهّد “اتخاذ التدابير الإصلاحية”، قائلا “لا غنى للبنان عن الدول العربية التي ينتمي لها ونلتزم باتفاق الطائف ونرفض المس به”. وناشد “الدول الشقيقة والصديقة أن تكون إلى جانب لبنان في محنته الراهنة وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب وبنية الدولة ونتطلع إلى إعادة عقد مؤتمر أصدقاء لبنان”. ولفت ميقاتي إلى أنّ “أزمة النزوح باتت أكبر من طاقة لبنان”، موضحاً أنّ “الحلّ المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة إلى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي أن يبدأ العمل عليها في أسرع وقت وتوفير مساعدات إضافية نوعية للدولة اللبنانية”.
مرشح ضمنًا
ووسط هذه الأجواء لوحظ ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يعلن ترشحه “رسميا ونهائيا ” كما كان سائدا في حديثه التلفزيوني مساء امس لبرنامج “صار الوقت” بل ظل موقفه متحفظا وتحدث عن “اسمه مطروح لرئاسة الجمهورية ونراقب كيفية تطور الأمور وعلى ضوئها سنتصرف وكل الأمور مرهونة بوقتها وقد يثمر ذلك جوا توافقيا وانا اليوم اكثر تفاؤلا وما من احد موعود في فريقنا ” مشيرا بذلك الى ان “حزب الله” لم يعده ولم يعد جبران باسيل بانتخابه . ولكنه اكد ترشحه ضمنا بقوله انه يريد ان يكون رئيسا وحدويا يجمع البلد وليس رئيسا كيديا وهمي لم الشمل وجمع البلد “. وقال انه متفاهم مع البطريرك الراعي مؤكدا انه “منفتح وتوافقي ويؤمن بالحوار وانا ماروني مسيحي لبناني عربي وملتزم بالطائف ولست سوريا “. وإذ أشاد “بالمقاومة” قال انه ليس مرشح “حزب الله” ولكن لا يمكن وصول رئيس من دون موافقة الثنائي الشيعي.
الهجرة غير الشرعيةالحكومة اللبنانيةميناء طرطوسترسيم حدود لبنانالحدود البحرية اللبنانيةعاموس هوكشتاينحقل كاريش