خاص العهد
مصرف لبنان يعد اللبنانيين بالأقسى.. ماذا بعد؟
على اللبنانيين، في الداخل والجبال، أن يتحضروا لشتاء قاسٍ. هذا ما يعدهم به مصرف لبنان الذي لن يتأخّر في الوفاء بخنقه المتواصل لمعيشتهم. خلال أقلّ من شهر، سيرفع البنك المركزي دعمه الكامل عن المحروقات كافة، وستتحوّل الأسعار من الليرة الى الدولار بلا رجعة.
عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس جزم في حديث لـ"العهد" حصول السيناريو هذا في القريب العاجل، وقال إن "المصرف يستمرّ في رفع دعمه والى الآن يغيب الدعم بنسبة 80%، واذا ظلّت هذه السياسة على الوتيرة نفسها، فنشهد خلال الأسبوعيْن المقبليْن رفعًا كليًا 100%".
بحسب البراكس، القرار يعود حصرًا الى المصرف، والأسعار لن تكون على حساب سعر منصّة صيرفة، بل طبقًا لأسعار السوق السوداء.
ما تبقى من الدعم الى اليوم هو فقط 20%، والمصرف سيقرّر ما اذا كان سيقسّم الرفع تدريجيًا 10% في الأسبوع القادم ثمّ 10% في الأسبوع الذي سيليه، وفق تقديرات البراكس.
وأشار البراكس الى أن المصرف يبلّغ وزارة الطاقة دوريًا بنسب رفعه الدعم إضافة للشركات المستوردة للنفط.
على أبواب الشتاء الأمور ذاهبة الى الأسوأ. هذا ما يُفهم ويتضح من كلام البراكس، الذي صرّح لـ"العهد" بأننا "مقبلون على شتاء صعب جدًا بسبب أسعار المازوت الآتي من البحر الأسود، وهذا يتأثّر حُكمًا بالأزمة الروسية الأوكرانية"، وأضاف "تدفّق المحروقات من روسيا باتجاه الدول الأوروبية أصبح شبه مقفل، والأخيرة اتجهت نحو حوض الشرق الأوسط بحثًا عن البديل لتأمين حاجتها وهي تسعى أيضًا لتأمين مخزونها من المازوت والغاز، ولهذا تراجعت كميات الاستيراد في هذه المنطقة ومنها لبنان".
وتوقّع البراكس أن "يؤدي مازوت التدفئة في فصل الشتاء الى أزمة ثانية في ظلّ عدم كفاية الكميات الموجودة في لبنان، بموازاة حاجة الدول الأوروبية للمازوت للغاية نفسها، غير أن المفارقة أن هذه الدول بدأت منذ الآن باتخاذ خطط لترشيد استهلاك الطاقة كما يحصل في فرنسا".
وأكد البراكس أن "لا أحد يستطيع تحديد سعر لصفيحة المازوت في الشتاء"، موضحًا أن "الأمر مرتبط بقاعدة العرض والطلب وسعر برميل النفط وتطورات الوضع بين روسيا وأوكرانيا". ولفت الى أن الشركات المستوردة تبذل جهودًا كبيرة من أجل تأمين كميات المحروقات للبنان.
يُشار الى أنه وعلى صعيد أزمة الطاقة العالمية، خطّ "نورد ستريم-1" (Nord Stream-1) المزوّد الرئيسي للغاز الطبيعي في أوروبا متوقّف وروسيا تحمّل الأوروبيين المسؤولية، وكذلك مسؤولية الصعوبات في تسليم شحنات الغاز، فيما تخشى عدة دول من مواجهة النقص في إمدادات الغاز فعليًا.
مصرف لبنانالمحروقاتنقابة اصحاب محطات المحروقات في لبنانالمازوتالبنزين