لبنان
أمام تسارع الانحدار الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان، وآخر فصوله الاستهداف الآثم لموظّف مدني يعمل في اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل، وقبله الاعتداء المتكرّر على الجيش اللبناني وعلى قوات اليونيفيل، واستسهال المسّ بمؤسسات الدولة وبسلامة المواطنين في القرى الحدودية، توجّه تجمع علماء جبل عامل إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وإلى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وإلى كل المسؤولين المعنيين بالأمن والسيادة، سائلًا: إلى متى؟ إلى متى الصمت على مسلسل الاعتداءات "الإسرائيلية" الذي بات يتقدّم خطوة بعد أخرى نحو ضرب الاستقرار الداخلي؟ وإلى متى يُترك الجنوب وأهله بين نيران الاحتلال وبين إهمال الدولة وتردّدها؟.
وفي بيان له، قال التجمع :" إنّ استهداف موظّف مدني رسمي اليوم ومدير مدرسة رسمية بالأمس ليسا حادثان معزولان بل حلقة في منظومة ضغط متكاملة تتزامن – بطريقة مكشوفة – مع ضغوط مالية وإدارية تُمارس على مؤسسات الدولة وعلى فئات محدّدة من اللبنانيين. لقد بات واضحاً أنّ الاستهداف الممنهج لبعض المؤسسات المدنية الخدماتية، وما نشهده من إجراءات مصرف لبنان، والحملة المسعورة على رموز وطنية وسياسية، ليست إلا محاولة يائسة للضغط على شريحة أساسية من اللبنانيين من أجل اختراق بيئتها الناخبة واستبدال تمثيلها بمن يخدم المشروع الأميركي – "الإسرائيلي" على حساب لبنان وهويته ومقاومته وكرامته.
وأكد التجمع بوضوح لا لبس فيه أنّ الاستهداف لا يطال شخصاً أو رمزاً بعينه، ولا يقف عند حدود الرئيس نبيه بري، بل يطال الطائفة بأكملها، طائفةً كانت وستبقى ركنًا مؤسِّسًا في هذا الوطن، وقدّم أبناؤها حضورهُم التاريخي في هذا الجبل وهذا الساحل قبل أن يعرف لبنان بعض من يُنَصِّبون أنفسهم اليوم أوصياء عليه، ممن لم تمضِ عقودٌ على حصولهم على جنسيةٍ مكّنتهم بالكاد من الترشح للنيابة.
وتابع التجمع "نحن أبناء الأرض الذين حملوا لبنان على أكتافهم، ولسنا طارئين عليه، وليعلم الجميع أن الضغط على المؤسسات، والتعرّض للعقيدة الدينية، ومحاولات القمع السياسي والمالي، لن تُجدي نفعاً، ولن تُغيّر حقيقة أنّ هذه الطائفة كانت وما زالت حجر الزاوية في الدفاع عن لبنان وسيادته، وأنها لا تُشترى ولا تُخترق ولا تساوم على كرامتها، لا اليوم ولا في أي يوم، ولن نكفر بلبنان الذي حفظناه بدمائنا وصبرنا وعرق أجدادنا".
ودعا التجمع الدولة إلى أن تقوم بواجبها الكامل في حماية شعبها وأرضها، وأن تضع حداً للانفلات العدواني "الإسرائيلي"، وأن تتوقف فوراً عن طرح التنازلات بالدعوة الى مفاوضات عقيمة ومرفوضة من العدو، وعن السياسات التي تُشعل الفتن وتفكّك الوحدة الوطنية وتفتح الأبواب أمام مشاريع التوطين والتقسيم.
وختم التجمع بيانه بالقول :"حفظ الله لبنان من خيانة المتخاذلين، ومن عدوان المحتلين، ومن جور المتسلّطين".