عين على العدو
باراك رافيد: نتنياهو اضطر إلى قبول قرار مجلس الأمن بخضوع تحت عجلات جرافة ترامب
باراك رافيد: قرار مجلس الأمن هو سابقة سوف تغيّر وجه الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني
رأى الصحفي "الإسرائيلي" باراك رافيد أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو ليس أقلّ من كونه تاريخيًّا، فللمرة الأولى سيتم نشر قوة عسكرية دولية في قطاع غزة، كجزء من محاولة حل الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني.
وفي مقال له في موقع "القناة 12 الإسرائيلية"، قال رافيد: "طوال 58 سنة، منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، تحاول "إسرائيل" دفع كل تدخل دولي مباشر في الصراع "الإسرائيلي" - الفلسطيني بكل طريقة ممكنة، ولنصف هذه المدة كان بنيامين نتنياهو في مناصب مفتاحية في هذا الصراع، كملحق في واشنطن، وكسفير في الأمم المتحدة، وكنائب لوزير الخارجية، وكرئيس للحكومة، لكن "تدويل" الصراع جرى الآن في فترته".
وتابع: "يمكن القول إنّ الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني لن يبدو من الآن فصاعدًا كما كان"، موضحًا أن "القرار الذي اُعتمد في مجلس الأمن يخول هيئتين دوليتين إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت: "مجلس السلام"، الذي سيكون الحكومة المؤقتة، وقوة التثبيت الدولية، التي ستكون الجيش المؤقت، وهما سيعملان لمدة عامين على الأقل، ومرجح لفترة أطول بكثير".
ولفت إلى أن هاتين الهيئتين ستعملان "بتنسيق" مع "إسرائيل"، لكنهما لن تتلقّيا الأوامر منها، معتبرًا أن "سلوك الأحداث حول قطاع غزة في الشهر الأخير يدلّ على أنه إذا كان هناك طرف سيُطلب منه التماشي فهي "إسرائيل"".
وأكد رافيد أن "إسرائيل" لم ترغب بهذا القرار في مجلس الأمن، لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوضحت أنه من دون ذلك لن توافق دول على إرسال جنود إلى القوة الدولية في غزة، ولم يكن لدى "إسرائيل" فعليًّا ما يمكنها أن تجادل به، مشيرًا إلى أن القرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت دائمًا تسبّب صعوبة لبنيامين نتنياهو، وهو نفسه كان قد شرح قبل بضعة أشهر فقط أنه لا يمكن الموافقة على صفقة حسم ووقف إطلاق النار لأن حماس ستطلب المصادقة عليها في مجلس الأمن. وادّعى نتنياهو آنذاك أن قرارًا في مجلس الأمن سيكبّل يدي "إسرائيل" بحيث لن تتمكن من العودة للعمل ضد حماس.
وأردف رافيد: "أمس، تحت عجلات الجرافة التابعة لترامب، اضطر نتنياهو إلى قبول قرار كهذا بخضوع".
ورأى رافيد أن البند في القرار الذي يتحدّث عن "مسار نحو دولة فلسطينية" أثار عاصفة سياسية أكبر بكثير من حجمه، معتبرًا أن صياغة هذا البند كانت أضعف بكثير من قرارات سابقة في مجلس الأمن، ومع ذلك، حقيقة أنّه مرّ من دون معارضة حقيقية في الحكومة – الأكثر يمينية في تاريخ "إسرائيل" – أمر جدير بالملاحظة.
وتابع الصحفي "الإسرائيلي" أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي سيصل اليوم إلى البيت الأبيض، يستطيع الآن أن يسجّل لنفسه انتصارًا أوليًا في ضوء إعلان الرئيس ترامب أنه سيبيع طائرات F-35 للسعودية، معتبرًا أن الهستيريا بشأن هذه الصفقة مبالغ فيها وجزء منها مصطنع، فإنّها تذكّر بالذعر الذي أعقب قرار إدارة ترامب في 2020 بيع طائرات F-35 للإمارات بعد توقيع اتفاقات ابراهام.
وقال: "خمس سنوات بعد ذلك، لم تُنفّذ الصفقة، من بين أمور أخرى لأن الإماراتيين لم يوافقوا على الشروط والقيود الأميركية على استخدام الطائرات"، مضيفًا: "الصفقة ما تزال بحاجة لتجاوز الكثير من العقبات، بما في ذلك الكونغرس الأميركي الذي قد ينتقل خلال سنة إلى سيطرة ديمقراطية، وحتى لو تقدّمت الصفقة وخرجت إلى حيّز التنفيذ، ستمر ست سنوات على الأقل حتى تهبط الطائرة الأولى في السعودية، وحتى بعد وصول الطائرات إلى السعودية، ستكون لدى الأميركيين القدرة على تقييد استخدامها".
وسأل رافيد: "هل ستكون صفقة الـF-35 مع السعودية جزءًا من عملية تطبيع مع "إسرائيل"؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهذا إنجاز سياسي دراماتيكي لنتنياهو.
وإذا كانت الإجابة لا، فهذا فشل سياسي مدوٍّ لرئيس الحكومة مع تبعات أمنية خطيرة".
وختم رافيد قائلًا: "قرار مجلس الأمن بخصوص قطاع غزة خلق سابقة سياسية سيكون من الصعب جدًا على "إسرائيل" التراجع عنها، وإذا حدث، فقد يصبح هذا النموذج أساسًا لخطوات مشابهة في المستقبل في الضفة الغربية، بينما قدرة "إسرائيل" على إدارة الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني بشكل مستقل تقلّصت أمس بصورة كبيرة".